12 سبتمبر 2025
تسجيلبحار من الدماء والدمار والخراب هي حصيلة إنجازات عبدالفتاح السيسي خلال عامين من الانقلاب، أغرق مصر خلالها في الدم والبؤس والقلق والخوف.خلال عامين من اغتصابه للسلطة قتل 6000 مصري بريء، وقتل 600 من جنوده، معظمهم في سيناء، وزج بأكثر من 41 ألف مصري في السجون والمعتقلات والزنازنين، وطارد المعارضين وشردهم وحارب عائلاتهم، وقتل الطلاب في الجامعات، وحكم بالسجن على الأطفال والفتيات القاصرات، ونظم حفلات إعدام جماعية تجاوز عدد المحكومين فيها بالإعدام 1500 بريء من بينهم قيادات ثورة يناير والإخوان المسلمين والرئيس المنتخب محمد مرسي وشخصيات عامة، وقام جنده بعمليات اغتيال وتصفيات وقتل بدم بارد، كما حدث مع تصفية 13 قياديا من جماعة الإخوان المسلمين، وحول سيناء إلى ساحة حرب، وهدم مدينة رفح ودمرها وشرد أهلها للمرة الأولى في تاريخ مصر، من أجل إقامة منطقة عازلة لحماية الكيان الإسرائيلي، وشدد الخناق على قطاع غزة وهدم الأنفاق وأغلق المعبر، وحاصر 1.9 مليون فلسطيني في القطاع، ودعم الانقلابي خليفة حفتر في حربه ضد الشعب الليبي، وارتفعت في عهده نسب الفقر والبطالة وعمليات الانتحار إلى معدلات قياسية، وزادت نسبة التحرش، بما في ذلك التحرش في الاحتفال بمناسبة اغتصابه للسلطة، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء، وانخفضت قيمة الجنيه، وهوى مستوى التعليم في مصر إلى درجة حصول 300 ألف طالب في المرحلة الابتدائية على درجة "صفر" في اللغة العربية، وتحولت المستشفيات والمراكز الصحية إلى ما يشبه "مكبات النفايات"، وصارت السجون مراكز للتعذيب والقتل، واستشرت حالات الاختفاء القسري.عامان من حكم السيسي بعد أن "طلب تفويضا لمحاربة الإرهاب المحتمل"، ومصر تعيش في ظل كابوس أسود من الدكتاتورية والطغيان، وقتل الصحفيين وسجنهم، مما حول مصر إلى واحدة من أخطر المناطق للعمل الصحفي، ولا يزال أكثر من 100 صحفي يقبعون في السجون، وأغلق المنابر الإعلامية، وهيمن على الصحف والفضائيات والإذاعات، وفرض الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحول جميع وسائل الإعلام المصرية إلى أدوات لخدمته وخدمة نظامه الانقلابي الأسود، وتدهورت حرية التعبير، وأعدمت حقوق الإنسان، وتحول القضاء والمحاكم إلى أدوات للتصفية السياسية وقتل المعارضين وزجهم في السجون، وحوكم المدنيون والصحفيون إلى محاكمات عسكرية، وتم إغلاق مئات الجمعيات الخيرية والأهلية والمدنيةهذه الممارسات أثارت المؤسسات الدولية، فالأمم المتحدة اتهمت نظام السيسي الانقلابي باستخدام القوة المفرطة مع معارضيه، ومنظمة العفو الدولية تحدثت عن التدهور الحاد في حقوق الإنسان، وهيومان رايتس ووتش وهيومان رايتس مونيتور تحدثتا عن "عصر السيسي الأسود" والبطش اللامتناهي، وتحدثت منظمة العفو الدولية عن الفظائع التي ترتكب في "سجن العزولي" داخل "معسكر الجلاء الحربي" بمحافظة الإسماعيلية، وإخفاء المختطفين فيه دون إقرار رسمي وتعرضهم لتعذيب يفوق الوصف بما في ذلك إدخال أدوات حادة في أعضائهم التناسلية لاتنزاع اعترافات منهم، دون وجود أي ولاية قضائية على هذا السجن، فـ"العزولي" هو غوانتانامو مصر .. كل هذا في ظل سياسة "الإفلات من العقاب"، بل تعهد محمد إبراهيم وزير داخلية السيسي السابق أن أي ضابط لن يحاكم مهما فعل، وذهب الانقلابي السيسي أبعد من ذلك بسن قانون يمنح العسكر "رخصة للقتل" بدون محاسبة، كما جاء في المادة الثامنة من قانون الإرهاب.السيسي وجنرالاته ونظامه الانقلابي ودولته العميقة ووسائل إعلامه وقضاته ورجال أعماله ونخبه الفاسدة، أعلنوا الحرب على الشعب المصري من مؤيدي الشرعية والحرية والرئيس المنتخب محمد مرسي، وهددوا الشعب المصري بالويل والثبور إذا عارضهم، فهم يريدون أن يعيدوا الشعب الحر إلى القفص، وأن يصفوا ثورة يناير وأشخاصها ورموزها وأفكارها، والقضاء على أي نزعة للحرية والعدالة والكرامة، وإعادة مصر إلى عصر ما قبل الإسلام والعروبة.وربما كان أفضل وصف للمرحلة هي عبارة كتبها أحد المصريين قال فيها: السيسي "لا عارف يحارب إرهاب، ولا قادر يفتح ميدان، ولا قادر يفتح محطة مترو، ولا قادر يعمل انتخابات، وفي الآخر بيقولوا عليه: "الدكر اللي حمى مصر".السيسي، ونظامه الانقلابي الدموي الأسود، خطر على مصر والأمة العربية، وخطر على استقرار مصر والمنطقة، وخطر على أمن الناس، فقد أشعل النار في مصر وليبيا ودمر سيناء ويحاصر غزة ويدعم النظام الطائفي في العراق ويؤيد بقاء نظام الأسد في سوريا، ويفتح الأبواب للحوثيين في اليمن.ربما يكون أفضل تلخيص لعامين من حكم النظام الانقلابي هو ما كتبته منظمة العفو الدولية الوضع في آخر تقرير أصدرته قبل أيام، بأن السيسي يعيد مصر إلى "دولة القمع الشامل" وأنه "يسحق آمال جيل كامل متطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا". مما يجعل منه خطرا وجوديا على الوطن العربي، لأنه يحرق مصر والمنطقة كلها.