17 سبتمبر 2025

تسجيل

طقوس رمضانية

03 يوليو 2015

يتميز شهر رمضان المبارك بروحانية خاصة وأجواء إنسانية مميزة، وترتبط بالشهرالفضيل في أرجاء شتى من العالم الإسلامي طقوس ورموز تمثل جزءا عزيزاً من تراث وتقاليد هذه الشعوب، حيث لا يكتمل شهر الصوم لديها بدون هذه الطقوس التي استمرت لقرون طويلة، ونجحت في تحدي الزمن ومتغيرات العصر..فقد كان المسحر في قطر ودول عربية وإسلامية أخرى الوسيلة الوحيدة التي يستيقظ بها الناس للسحور. فهذا الرجل الذي يستيقظ من نومه قبل الفجر بوقت طويل ويتجول في الفريج، حاملاً طبله الكبير وضارباً عليه، بجانب كل بيت من بيوت الفريج متغنياً بأهازيج خاصة.. ليستيقظ أهل البيت على صوته وطبله، فيسارع الأطفال إلى الجري خلفه ومشاركته أهازيجه الجميلة، إلى أن ينتهي من الدوران على البيوت ليعود الى بيته وقد أخذ التعب منه كل مأخذ، فيقوم أهل البيوت بإرسال نصيبه من السحور.ويعد مدفع الافطار أحد الرموز الشهيرة المنتشرة على نطاق واسع في دول إسلامية شتى، حيث تعلن القذيفة الخارجة من فوهة المدفع انتهاء يوم الصوم إيذاناً بالإستمتاع بما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات. ويقال إن أول من استخدم المدفع لإعلان وقت الفطور ليعلم به الناس على نطاق واسع سلطان مصر المملوكي (خشقدم) وذلك في أول يوم من أيام رمضان سنة 856 هجرية، وكان حينها ينوي تجربة مدفع جديد، وبعدما سمع الناس صوت المدفع خرجوا مسرعين من بيوتهم يتملكهم السرور والفرح، مما جعل السلطان المملوكي يمضي قدماً في استخدام المدفع وقت السحور ووقت الفطور. ثم بدأ ينتشر هذا التقليد في بلاد الشام والعراق ثم في الكويت ودول الخليج الأخرى ومنها قطر في بداية القرن العشرين.ويعد فانوس أو قنديل رمضان أحد المظاهر الشعبية للاحتفال برمضان في عدة دول عربية وإسلامية، ويقال إنه انتشر أول الأمر في مصر ثم في بلاد الشام وأرجاء أخرى من العالم الإسلامي، حيث كان الخليفة الفاطمي يخرج بنفسه ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه حاملين فوانيسهم ليضيئوا له الطريق ويغنوا أغاني جميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان المبارك.ويقال أيضاً إن فانوس رمضان استخدمه المصريون كذلك حين خرجوا في مواكب كبيرة، لاستقبال الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الذي دخل القاهرة في رمضان قادماً من جهة الغرب. وقد تطورت صناعة الفوانيس على مر الزمن بعد أن كانت مجرد علبة من الصفيح وبداخلها شمعة، لتصبح صناعة تتسم بالدقة والإتقان، فقد تم تركيب الزجاج مع الصفيح وإضافة بعض الفتحات التي تجعل الشمعة تستمر في الاشتعال. ثم بدأت مرحلة أخرى تم فيها تشكيل الصفيح وتلوين الزجاج ووضع بعض النقوش والأشكال. وهكذا ظلت الفوانيس لقرون طويلة تضيء ليالي رمضان وتمنح البهجة والسرور للناس في الشهر الفضيل.ورمضان مبارك.