16 سبتمبر 2025
تسجيلإن نظرة الإسلام شاملة للحياة كلها وركن ركين لبقاء الأمة الإسلامية و صمودها في مواجهة النوازل و الخطوب من خلال بنائه التشريعي، فالحكم على مقدار الفضل وروعة السلوك يرجع إلى الخلق العالي ،و في الإبانة عن ارتباط الخلق بالإيمان الحق و ارتباطه بالعبادة الصحيحة و جعله أساس الصلاح في الدنيا و النجاة في الآخرة ،إن أمر الخلق أهم من ذلك ، فلابد من إرشاد متصل ونصائح متتابعة ليرسخ في الأفئدة والأفكار فإن الإيمان والصلاح والخلق عناصر متلازمة متماسكة لا يستطيع أحد تمزيق عراها ،فالمسلم في رمضان يمتثل أمر الله تعالى وطاعته فهو يصوم لله ويقوم الليل يطمع في الجنة ويتعوذ من النار ،لذا ينبغي أن يعلم كل عاقل أن الله سبحانه وتعالى جعل حسن الخلق أفضل من درجة الصائم القائم ،فما الفائدة في صوم أو صلاة بلا أخلاق ،فليعلم كل إنسان إذا شاتمه امرؤ أو سبه فليقل "إني صائم" فالمسلم كريم الطباع لين القول يهتدي بنور الإسلام يلتزم أوامر الدين و ينتهي عما نهى الله تعالى إن الله عز وجل خلق الإنسان وعلمه البيان فسبحانه يخلق مالا تعلمون فلكل زمن اكتشافه وتطوراته ،فإما أن تكون وسائل بناء وعطاء وإما أن تكون وسائل هدم وخراب.فبعد ظهور الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة أصبح العالم قرية صغيرة واستطاع أفراده من كل الشعوب أن يتواصلوا ويتحاوروا مباشرة دون قيد أو شرط ولساعات طويلة وبأقل تكلفة وأصبح هناك مفاهيم عديدة لابد أن ندركها وهي الثقافات عابرة القوميات وهي إما أن تكون بطريقة منظمة ومدروسة أو بطريقة فردية، فنعم الله كثيرة ومنها العلم والمال والذكاء وهي أشياء لا تعاب ولا تكره إلا إذا امتزجت بجحود أو اقترنت بضلال ومعصية وبعد عن الهدف وامتلأ صاحبها بالعُجْب والتيه فتؤدي به إلى الضلال وتورده المهالك وتكون سببا في خلوده في النار والعياذ بالله، فإن الذي يتطاول بعلمه أو يتكبر بماله أو يغتر بذاته دائما يبتليه الله بنكبات لا مخرج منها إلا بجهود خاصة تناسب عبقريته وفطنته ،فقد وكله الله إلى نفسه ومنع الارتواء عن بستان قلبه ، فلا سند له ولا ظهير فهو برأسه يدبر حاله كما كان يظن أنه ملك الدنيا وبيده زمام الأمور فإن الله تعالى يوكله إلى نفسه، أما من ستر نفسه برداء الطاعة فقد دخل حصن الله الحصين ونوره المبين الذي مَن دخله كان من الآمنين.فالذين يطلقون العنان لشهواتهم وملذاتهم الدنيوية بغير شعور ودون وعي لعاقبة ذلك، فربما تؤدي بهم إلى المهالك وتوردهم المصائب والنكبات وتحيد بهم عن الجادة ،فهذا الشعور الدخيل الذي لا يمت لطبيعة الإنسان الجوهرية بصلة مع أنه وثيق الصلة بشخصية الإنسان السطحي وتفكيره القاصر وتبختره الساذج كالطاووس الزاهي الألوان يتعالى بالكبرياء والعنفوان، فليتذكر كل عاقل أن لدى الأعداء بضاعة يقدمونها ويصدرونها إلى الضعاف وهي كل ما يسلب الأخلاق ويدمر القيم ويذل الأمة ويخدر شبابها ويميع أبناءها ،فهم يقلدون غيرهم في كثير من أمور الحياة والاستهتار والانحلال وفي التخلي عن الروابط الاجتماعية والجرأة على اقتراف المحرمات الشرعية.إن غزوهم شامل في جميع مناحي الحياة فعلينا أمة الإسلام جميعا أن نكسر هذه الأغلال ونحطم هذه القيود، فديننا الإسلامي ثري بتعليماته وآدابه وقيمه مما يحقق لنا الرفعة والكمال يقول تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) الأنعام :153. فالمسلم يعلم علم اليقين أن الدين الإسلامي هو دين الشمول و العموم ،وإن الخلق الحسن في منابع الإسلام من كتاب وسنة هو الدين كله والدنيا كلها ،وأنه من كمال الإيمان والأخلاق الحسنة عند غير المسلمين يرجعونها إلى حسن التربية وسلامة التنشئة ورقي التعليم والتعهد بالتدريب ،ولكن الأخلاق عند المسلمين مرجعها إلى هدي الدين وتشريعه المتمثل في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.