03 نوفمبر 2025
تسجيلإن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها انشرحت صدورهم باستقبال شهر رمضان المبارك فرضت نفوسهم واطمأنت قلوبهم مما يدفع جميع المسلمين على بقاع المعمورة للعمل الصالح والتقرب إلى الله تعالى بفعل الخيرات والبعد عن المنكرات،وذلك بالسير على منهج الإسلام قولا وعملا لعلنا نفوز بما أعده الله لعباده الصائمين من جنة عرضها الأرض والسماوات، فهدي الإسلام هدي خالد يرشدنا إلى الخير ويأمرنا به ويبعدنا عن الشر وينهانا عنه فالمسلم كالنخلة يرميها الناس بالحجارة وترميهم بالثمار فإيجابية المسلم تعود عليه بالنفع وتتعدى إلى المجتمع فيصلح الله به المجتمع فبالإنسان الصالح يقوى المجتمع ويتعاون أفراده فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فإن من أبرز سمات الإيجابية في الشخصية الإسلامية كما يريدها ديننا الحنيف هو دعوتها لكي يتحمل صاحبها المسؤولية، فلا يقف من المواقف موقفا سلبيا، فرمضان شهر العبادة والصوم والقرآن وفعل الخيرات وترك المنكرات مما يدفع الجميع إلى التنافس في الخير والبعد عن الشر فالقوي من عصم نفسه عن الهوى والضعيف من نسي الله فأوكله الله إلى نفسه،لذلك ينبغي أن يكون كل واحد منا عنصرا فعالا في الحياة والمجتمع ومؤثرا نحو الخير إيجابا لا سلبا، فما أجمل أن تكون ناصحا محبا للخير تسعى إليه وتحب أن ترى الخير منتشرا بين الناس فأنت ترافق أبناءك للذهاب إلى المسجد وتعلم اسرتك الحرص على الطاعة والسعي نحو القرآن الكريم واتباع منهج الهدي النبوي، ثم يفيض خيرك على أصدقاءك وتذكرهم بأيام الله المباركة،فهنيئا لك فالدال على الخير كفاعله فتأتي يوم القيامة وصحفك منورة بالحسنات والطاعات لما تقدمه من خير وإيجابية،فالكثير منا يحتاج إلى من يدفعه إلى الطاعة وإذا لم يجد من يدفعه قعد واستراح، ومنهم من لا يندفع مهما دفعه الدافعون ومهما حثه الغير ويفر أصلا من تحمل مسؤولية نفسه فلا يعمل الخير الواجب عليه فضلا عن أن ينقله للآخرين أو يحث الآخرين عليه أو يدفعهم إليه، فلنحرص على أن نكون أقوياء نؤثر في الغير بالطاعة والعبادة لا ضعفاء نحتاج إلى الغير فكن كالقطار يحمل الناس ولا تكن محمولا وبدلا من أن تحتاج إلى من يدفعك كن مستقيما نشيطا تدفع غيرك وتصلح غيرك ولا تتكل على غيرك، فإذا لم نتعاون على البر والتقوى لن نجد أثرا وتأثيرا في المجتمع لا تقل يئسنا ولا تتشاءم ولا تقل نفسي نفسي، فإنه يجب عليك أن تبذل جهدك في تغييرهم وإصلاحهم وتقويمهم ضمن ضوابط الحكمة والاتزان، فإنك لا تدري أين يكون الخير وأين يكون التأثير ومتى يكون تغيير السيئ إلى الحسن والحسن إلى الأحسن، فنتعاون فيما بيننا على صلاح أنفسنا للخير وفي الحير ننشر المحبة ونقيم المودة فيثمر المجتمع برجاله وشبابه وشيوخه ونساءه الكل في مركب واحد،فإنه لا يهلك الظالمون وحدهم إنما يهلكون ويهلك من حولهم بالسكوت على المنكر فكن كالشمعة تحترق لتضيء للآخرين،فإذا كان كل واحد سيقول ما الفائدة فلن نستطيع أن نفعل شيئا، وعندئذ يزداد الشر ويقل الخير لكن إذا كان كل واحد يتجه إلى نفسه أولا محاسبا لها مزكيا مطهرا مصلحا، ثم يلتفت إلى من حولَه فيدعو إلى الخير والإصلاح، ثم يلتقي مع إخوانه الشباب والرجال الذين صلحت قلوبهم واستقامت سلوكياتهم فيضع يديه بأيديهم فيتم البناء لبنة لبنة، ومن هنا نجد التوجيه النبوي إلى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان.فالإنسان الايجابي في رمضان الصالح لنفسه والمصلح لغيره يجب عليه الاهتمام بنفسه ودعوته للخير وزجرها عن الشر فإن روح المبادرة قائدة ودليل إلى النجاح والتفوق، والحياة مليئة بفرص الخير ومجالات التقدم كثيرة ولكن يقل من يتقدم لنيل المبادرة وقصب السبق ونحن متفاوتون في طريقة استقبالنا لمثل هذه الفرص، فهناك الكسول اللامبالي الذي لا تهزه فرص النجاح والفلاح في الطاعة والعبادة، فليعلم مثل هذا أن المبادرة هي عنوان الفلاح وهي طريق التقدم وسلاح اغتنام الفرص واستثمار الأوقات في العمل الصالح والعبادة، فالبشر تواقون إلى النجاح والفلاح والإنجاز في حياتهم الشخصية والعملية والفوز بجنة عرضها الأرض والسموات،فللنجاح طريق واحد وللإخفاق أبواب عدة،فهل أيقن كل مخطئ أن يملأ نفسه بقوة العزيمة وتحويل المعصية إلى طاعة فالقوي هو من زجر نفسه عن المعاصي فالمسلم مسؤول عن نفسه وعن زوجته وأبنائه وعن مجتمعه ووطنه، لذلك فهو يقف دائما موقفا إيجابيا يعمل الخير ويحس عليه ويتنافس فيه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.