05 أكتوبر 2025
تسجيلفي الوقت الذي كنا نتأهب فيه لمتابعة نهائي يتميز بالندية بين البرازيل وإسبانيا في نهائي كأس القارات، فاجأتنا السامبا بحسم المباراة والسيطرة منذ الدقيقة الثانية، وفاجأتنا السامبا البرازيلية بالعودة لعصر قريب، عندما كانت كلمة برازيل تلقي الرعب في قلوب الخصوم ليخسر المنافس قبل بداية المباراة، نعم فالإسبان لعبوا يوم نهائي القارات بأسلوب مغاير وكأنهم ليسوا في مباراة الختام والنهائي، توقعنا أن يكون لعاملي الأرض والجمهور تأثير إيجابي كالمعتاد مع البرازيل، وتوقعنا مباراة قوية خاصة أن إسبانيا في أفضل حالاتها وتعيش عصر امتلاء صفوف المنتخب بالنجوم، ولكن جاءت المباراة لمصلحة البرازيل ومنذ البداية. ولو عدنا بالزمن للوراء، فسنجد أن منتخب البرازيل وقبل سنتين من الآن كان في أسوأ ظروفه، ولكن يبدو أن عمل واجتهاد المدرب سكولاري في الفترة الماضية قد أفرز عودة نجوم السامبا، سكولاري تمكن من صناعة منتخب كاسح لديه القدرة على استعادة أمجاد كرة البرازيل، وأن يكون لاسمه رنين صاخب كالمعتاد. وعلى الجانب الآخر فإن فوز المنتخب بلقب القارات سيعطي اللاعبين دفعة معنوية هائلة قبل انطلاق كأس العالم في البرازيل العام المقبل، ومنذ الآن نقول كان الله في عون المنتخبات التي ستقع في مجموعة البرازيل. وفي الوقت الذي تحتفل فيه البرازيل بالفوز بالكأس الرابعة في تاريخها في بطولة القارات، فإن إسبانيا تتحسر على ضياع اللقب الوحيد الذي ينقص خزائنها، لاسيَّما أنها قد حققت مسبقا لقب كأس العالم ولقب كأس أوروبا، وبقي أن تضم لقب القارات، فما الذي قام به سكولاري في تلك المباراة، وعجز عنه ديل بوسكي مدرب الإسبان عن القيام به، قد يكون أهم الأسرار هو الروح والعزيمة التي ظهر بها لاعبو البرازيل، ليقهروا منتخبا يضم حاليا الشريحة الأفضل من الأسماء العالمية على مستوى العالم، خسر الإسبان وانتهى مسلسل الفوز دون توقف خلال السنين الماضية بعد أن خاض الماتادور تسعا وعشرين مباراة متتالية لم يتلق فيها أي خسارة حتى لحظة نهائي القارات، ليظل هناك فراغ دائم في خزائن الإسبان يسمى كأس القارات.