30 أكتوبر 2025

تسجيل

برامج الأطفال

03 يوليو 2013

في إطار أداء دوره ورسالته في نشر الدارسات المتخصصة في مجال الإذاعة والتلفزيون وإسهاما منه في مناقشة وتشخيص القضايا الإعلامية التي تشغل بال المهتمين بهذا الشأن.. أصدر جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج كتابا عن "برامج الأطفال" في تلفزيونات الهيئات الأعضاء بجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج – دراسة في تحليل المضمون.". وقد أهداني الكتاب الدكتور عبد الله بن سعيد أبو راس.. مدير عام الجهاز حينما التقيته في إذاعة قطر مؤخرا. والكتاب يرصد واقع برامج الأطفال وكذلك القنوات التلفزيونية الفضائية الرسمية الموجهة للأطفال في تلفزيونات الأعضاء في الخليج..وباعتبار الأطفال أكثر فئات التعداد السكاني فيها حيث يصل تعداداهم إلى ما يقرب من %40 من إجمالي عدد السكان في دول المنطقة. وبالطبع كما أشارت الدراسة إلى أن أهميتها تكمن في كونها تأتي في وقت تعددت فيه الوسائل الإلكترونية المتاحة للأطفال من تلفزيون وفيديو ومصادر أخرى أصبحت عاملا حيويا في حياة أطفالنا سواء كانت ألعابا إلكترونية أو حواسب آلية وتليفونات محمولة تتضمن ألعابا متعددة متنوعة..والحقيقة وبعد قراءتي لهذه الدراسة التي أعدها الدكتور يوسف محمد الفيلكاوي والتي يؤكد فيها كما هو معروف أن الأطفال ركيزة هامة من ركائز المجتمعات وجزءا أساسيا في تركيباتها وكيف أصبح التلفزيون وسيلة سمعية بصرية ذات قدرات هائلة تلعب دورا في تنمية وظائف النمو العقلي عند الطفل.. حتى إن الدراسات أكدت أن الأطفال يشاهدون برامج الكبار أكثر من مشاهدتهم للبرامج الموجهة إليهم فعلا.. بالطبع التلفزيون يلعب دورا في تنشئة الأطفال اجتماعيا بما يقدمه من خبرات في إطار مجموعة من القيم والعادات والتقاليد..فهو يلبي حاجات تجعله جزءا لا يتجزأ من حياة الطفل المعاصر ينقل إليه الأفكار والمعارف والآراء.. حتى إن الكثيرين أصبحوا أسرى للتلفزيون.. ورغم الدور الكبير الذي يلعبه التلفزيون في تثقيف الطفل وتوسيع مداركه إلا أننا كثيرا للأسف ما نجد أن محطات تلفزيون تقدم إعلانات غير ملائمة له.. ومشاهد درامية مؤسفة بائنة تؤثر في تفكير هؤلاء الأطفال.. وتظل محفورة في عقلهم.. إلى جانب أن هناك أفلام كرتون للأسف الشديد تحتوي على العنف وأمور غير واقعية.. ولعلي أطرح عددا من الأسئلة هنا بمناسبة الدراسة المتميزة لماذا نعتمد اعتمادا كبيرا على أفلام ومسلسلات الكارتون الأجنبي ثم ندبلجها بالعربية الفصحى.. أعلم أنه يوجد هناك كارتون عربي.. لكنه للأسف نسبة إنتاجه ضئيلة لماذا لا نهتم بأفلام سينما تقدم خصيصا وتكون ذات محتوى متميز وجيد للأطفال.. ألم يفكر أحد من منتجينا العرب أو محطاتنا الفضائية في إنتاج مسلسل ذي مضمون ينبع من عاداتنا وتقاليدنا من خلال عناصر جذب متميزة للأطفال ثم أين مسرح الأطفال الذي يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تثقيف أجيال المستقبل.