10 نوفمبر 2025

تسجيل

آداب الضيافة

03 يوليو 2011

أقبل شعبان وضيفنا الكريم على وشك قرع أبواب قلوبنا ونفوسنا التي تتوق لرؤياه كل عام لكننا للأسف لا نحسن ضيافته!.. أقبل شعبان ونفوسنا تتحرق لشهر رمضان الذي نستقبله بشوق ونودعه بلا مبالاة من كثير منا ممن يرون في أوله اجتهاداً في العبادة ويتنصلون من واجباته الكبيرة في آخره للأسف! لا أخفيكم.. فأنا مثلكم أنتظر بفارغ الصبر شهر رمضان حيث أجد فيه ما أفتقده باقي أيام وشهور السنة من تجل وروحانية العبادة والشعور بأنني إلى الله أقرب ولا أبعد عن الجنة سوى خطوات قليلة وتكون تلاوة القرآن الكريم أسهل لشعور خفي بأن الأجر يتضاعف والرغبات تتحقق! لنسأل أنفسنا.. كم واحداً منا يعزم النية منذ الآن على قضاء شهر رمضان الفضيل بنفس عزيمة الإيمان والمضي في عمل الصالحات وختم القرآن والتهجد وربما الاعتكاف وكسب الحسنات من أول يوم فيه وحتى آخر ثانية من يومه الأخير؟!.. كلنا.. أليس كذلك؟!.. ولكن كم شخصاً يصدق في هذه العزيمة التي تتهاوى مع دخولنا الأجواء الرمضانية وتبدأ مغريات السهر والمسلسلات وبرامج المسابقات والتنزه مع الأصدقاء في الشوارع والمقاهي والمجالس وتنوع الأكل والشراب وأهم هذه الأشياء النوم؟!..النوم ذلك الرابط الملتصق بأيام رمضان وكأن ما نفعله طوال أيام السنة من نوم وأكل وسهر لا يعد شيئاً أمام لذة هذه الأشياء التي تظهر متعتها في هذا الشهر بالذات!.. وصدقوني لن ينفع أن تشدوا الهمة وأنتم في دواخلكم تعلمون بأن هذه الهمم لم تكن من صميم القلوب التي تفتقر لدافع الإيمان، لتصدق في كل مرة نعاهد أنفسنا بأن هذه المرة غير واننا هذا الشهر سنكون أكثر إيماناً وأكثر التزاماً وأكثر حرصاً واستمرارية، وما كان لن يتكرر، وتوبة توبة أن يكون هناك تقصير، وليلة القدر سأقومها وكأنها الليلة الأخيرة لي!!..هكذا عادة تبدأ الأمنيات لهذا الشهر الكريم وللأسف فانها تتحطم على صخرة المغريات التي تكبر بفعل أصحابها الذين يستغلون رمضان لتمرير مواهبهم الفذة في إنتاج المسلسلات والبرامج والسهرات التي تكسر عزائم الرجال فما بالكم بالنساء؟!. ولكننا مع هذا نحبه ونحب أيامه ولياليه والشعور بأننا إلى الله أقرب وإلى الجنة خطوات قليلة واننا في هذا الشهر نعطي بلا حساب وقلوبنا متسامحة تعفو وتصفو.. ننفض عنها غبار أحد عشر شهراً من الضغينة والحقد والكره والكبر والقطيعة والقسوة.. نعم نحن في هذا الشهر أفضل حالاً من بقية الشهور.. كل شئ نفعله نحتسبه عملاً صالحاً وله أجر.. نتململ قليلاً إذا طلبت منا الوالدة الذهاب إلى الجمعية ظهراً لشراء بعض الحاجيات لكننا نستدرك الأمر بأن هذه (الوالدة) والجنة تحت قدميها فكيف ببرها وطاعتها في رمضان؟!.. وننهض و(على هالخشم يمه)!.. والعداد يسجل حسنات هذا البر الذي قد تستغربه بعض الأمهات من أولادهن لكنها تمد يديها إلى الأعلى وتبتهل (الله يهديك دوم يارب)!. أقبل شعبان وأمامنا أقل من ثلاثين يوماً لنعزم النية وندعو الله بصدقها وثباتها واستمرارها من السحور الأول لشهر رمضان وحتى الفطور الأخير فيه.. لنشد عزم بعض، فقد نعيشه هذا العام ولا يكتب الله لنا عيشه العام المقبل.. وقد تملأ كرسيك على طاولة الطعام هذا الشهر ويجده أخوك الذي كان يجلس بجانبك شهر رمضان القادم وقد خلا منك..إنها الأعمار يا اخوتي.. حيث لا يعلم الآجال سوى من خلقها.. دعونا نشد العزم ونخلص النية ونصمم على ان رمضان هذا سيكون مختلفاً قولاً وفعلاً.. إنني حقاً أحتاج لمن يشد العزم فيني.. فأعينوني! فاصلة أخيرة: كل عام وكل مسلم بألف خير.. فرغم الأمنيات الطيبة هذه لكن المسلمين في العالم ليسوا بخير.. عفواً حكوماتنا العربية والإسلامية.. لم تجد فيك أمنياتنا بالصلاح، فكان الهلاك أمنيتنا الباقية لكِ!!