30 أكتوبر 2025
تسجيلحان وقت الفراق وجاءت اللحظات الصعبة على كل مسلم ليودع رمضانَ المبارك بصيام نهاره الجميل وقيام لياليه العطرة. وداعًا شَهْرَ القرآن والتَّقْوى والصَّبْر والرحمة والمغفرة والعتق من النار. بالأمس القريب غمرت الفرحة قلوبنا وقلنا: مرحبًا بك يا رمضان، مرحبًا بك يا شهر القرآن، وها نحن اليوم نقف لنودِّعَه، ونقول له: وداعا رمضان. سنشتاق إليك يا شهر الصيام، والقيام، وتلاوة القرآن. سنشتاق إليك يا شهرَ التَّجاوز والغُفْران، سنشتاق إليك يا شهر البركة والإحسان، سنشتاق إليك يا شهرَ الأمان، كنتَ للعاصين مؤدبًا، وللمتقين مؤنسًا، سنشتاق إليك يا شهر الصيام والتَّهَجُّد، سنشتاق إليك يا شهر التراويح فيا أسفًا على رحيلك يا رمضان ودَّعناك على أمل اللقاء وفارقناك كارهين للفراق. كان نَهارك صدقةً وصيامًا، وليلك قِراءَةً وقيامًا، فعليك منا السلام يا رمضان. واللهِ يَحِقُّ على كل مسلم أن يحزن على انقضاء رمضان، وكيف لا يَبكي المؤمنُ على رمضانَ، وفيه تُفتح أبوابُ الجنان؟! وكيف لا نحرن على ذَهابه، وفيه تغلق أبواب النيران وتُسَلْسَل فيه الشياطين؟! فهذا سيدنا علي رضي الله عنه كان يُنادي في آخر ليلة من رمضان: "يا ليت شعري، مَن المقبول فنُهَنِّيه، ومَن المحروم فنعزيه". نعم واللهِ، يا ليت شعري، مَن المقبولُ منا فنُهَنِّئه بحُسن عمله، ومن المطرود منا، فنعزيه بسوء عمله. أيها المقبولون، هنيئًا لكم، وأيُّها المُفَرِّطون جَبَرَ اللهُ مُصيبَتكم. اللهم اجعلنا من المقبولين واعف اللهم عن المُفَرِّطين، استودعناك رمضان فاجعلنا له يا رب في العام القادم من الشاهدين.