30 أكتوبر 2025
تسجيلبعضنا يسرف في رمضان إسرافًا عجيبًا ويكون غالبه في الأطعمة المتعددة، والبعض ينوِّع في المشروبات تنوعًا مبالغًا فيه، وهذا كله محرم فقد قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا.[ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الُْمسْرِفِينَ) [الأعراف: 31 كأن رمضان موسم للأكل والتباهي، فنأكل القليل من الأطعمة ويتلف الكثير منها ويكون مصيره إلى حاويات القمامة.ولا حول ولا قوة إلا بالله.فعلينا جميعًا أن نعي ونفهم جيدًا المراد من صيام رمضان، وهو تطهير النفس والمال والمجتمع، كما أنه عبادة صحيَّة وتدريب على الصبر والجهاد والتضحية والمشقة، وليس رمضان شهرًا لإقامة الولائم والحفلات والتنافس في الملذات والترفيه.فيكفي الصائم منا القليل من الطعام الذي يقيم الجسد، فماذا نحتاج بعد هذا؟ بل إن هذا نعيم عظيم، فمن ملك قوت يومه فكأنما امتلك الدنيا بحذافيرها، فأي نعيم بعد هذا نريد؟ ولدينا مسلمون في بلادنا وفي جميع الربوع يحتاجون ما نسرف فيه من طعام أو شراب وغيره، فلا ننسى أن المسلم أخو المسلم، ولا بد أن يفكر كل أخ في أخيه.فلتجعل الأسر للصدقات اليومية عن جميع أفرادها جزءًا من المصروفات الرمضانية فلنبذل المال في رمضان فيما يعود علينا بالأجر الكبير ولا نضيع علينا رمضان بالإسراف والتبذير الذي لا يُجدي لنا نفعًا.وقد سُئل شيخنا ابن عثيمين عن الإفراط في إعداد الأطعمة للإفطار هل يقلِّل من ثواب الصوم؟ فأجاب: «لا يقلل من ثواب الصيام، والفعل المحرم بعد انتهاء الصوم لا يقلل من ثوابه، ولكن الإسراف نفسه محظور، والاقتصاد نصف المعيشة، وإذا كان لدى الصائمين فضل فليتصدقوا به فإنه أفضل».ومما يُحزن كثيرًا أن الإنسان ينشغل بذلك عن كثير من الطاعات، كقراءة القرآن الكريم، والتي ينبغي أن تكون هي الشغل الشاغل للمسلم في هذا الشهر الكريم، كما كانت عادة السلف.كما أننا نجد المرأة -للأسف- تقضي جزءًا كبيرًا من النهار في إعداد الطعام، وجزءًا كبيرًا من الليل في إعداد الحلويات والمشروبات.فلنحذر من الإسراف والتبذير في رمضان ولنقلل من الطعام، فبحسب ابن آدم لقيمات، فهذه عادة الأتقياء، فالمعدة بيت الداء.