10 سبتمبر 2025

تسجيل

أعِرني كتفك سلماً

03 يونيو 2012

عفواً.. هلاّ أعرتني كتفك سلماً أصعد به حيث سؤدد المجد.. عفواً.. أنا لا يهمني إن كنت سأشتمك علناً فأختلق مسرحاً للحدث، يتجمهر عليه الخلق ما بين مصدّق ومكذّب، كذلك لا أهتم لو أنني اتخذت أسلوباً لا يليق بي إذا كانت الغاية ستبرر الوسيلة، ففي محطة الوصول، سأنسى ما قدّمت يداي، وسأبتكر منطقاً للحديث يتناسب مع موقعي الجديد، ذلك الذي عزمت عليه يوماً، فسلكت طريقاً قد يكون سيئاً، ولكني وصلت..! أو قد أسرق فكرة، أو مشروعاً، أو أنسلخ من شخصيتي تماماً لأكون أنت المبدع، بمنطقك، وقراءاتك، وخططك وحتى أحلامك، سأتحدث كما أنت وأتصرف كما تفعل، ثم أكون أنا (صاحب الإبداع والابتكار بجمهوري والناس من حولي ومجدي المزيف).. على ذلك النمط، تسير بعض من الطفيليات البشرية، إذ هي تلتصق بأهل النجاح أو من هم أهلٌ لذلك، يستمعون لهم بصمت غير محمود، ويتحيّنون الفرصة للوصول إلى أكتافهم للتسلق حيث طموحات أصحابهم، هم فعلوا ذلك لأنهم بخبثٍ أبصروا من أين تؤكل الكتف. ولكن! شخصاً بمجدٍ مزيّف، من أين سيستقي الثقة التي بها يمشي ملكاً..! كيف هو سيحترم ذاته، وهو يعلم أن ما حدث ذلك إلا بمكرٍ وخداعٍ، خدع بهما نفسه، وصاحبه، والجمهور من حوله..!! بل كيف سيكمل مسيرة النجاح التي ابتدأها بقفزةٍ على كتف غيره..! ولأن ما بُني على باطل فهو حتماً باطل، فإننا نجد تلك الفئة قد تسعى إلى التغافل والتجاهل بعد أن تقضي حاجتها، فأصحاب الأكتاف والسلالم يذكرونهم بخيباتهم الأولى، وهفواتهم القديمة، هم يُريدون بشتى الطرق أن يُخفوا الماضي من ساحة الوجود، ولكن الماضي كزمنٍ لا يختفي، لأن الشهود من الأحياء كُثر، ومن الأيام عديدة. إن ذلك يحدث في الحياة بلا شك، ولأن أصناف البشر غير قابلة للتعداد، فإننا نجد على أرض الواقع من يبني مجداً ونجد أيضاً من يعجز عن ذلك فيسلك الطرق غير المشروعة والقفزات الوصولية السريعة. (ويمكرون ويمكر الله)، نعم إن أساساً هشاً يقفون عليه لابد أن يأتي يوماً ويتهاوى، فالرصيد معدوم من الإبداع، والثقة مهزوزة لا يسندها احترام الذات، ولحظة تم فيها القفز على سلم الكتف لا يمكن لها أن تتزحزح عن أعينهم تحرّضهم على احتقار أنفسهم والهالة المزيفة التي تحيط بهم، باختصار؛ فقاعة مهما ارتفعت ستنفجر حتماً وفجأة..