15 سبتمبر 2025
تسجيلفي حياة كل منا لحظات فارقة، مفارق طرق تختلف بعدها الحياة عما قبلها من نجاح وصعود أو حتى كبوات أو عثرات، من تغير في العمل أو السفر إلى بلاد جديدة واكتساب خبرات جديدة .ربما تكون اللحظة الفارقة في كتاب قرأته يغير مداركك أو خطبة من عالم دين تبين لك الخيط الأبيض من الأسود، ولكن ما شعرت به قبل أيام عندما رأيت ابنتي الكبرى عروسا في زيها الأبيض شيء آخر وشعور آخر .لحظة يعجز القلم عن أن يصفها والحروف أن تعبر عنها، الحقيقة أنا أكتب تلك السطور ليس عن تجربتي الشخصية وحسب وإنما أكتب إلى كل أم وقفت ذلك الموقف السعيد المدهش المفرح المبكي في الوقت ذاته وهي ترى ابنتها التي كانت طفلة إلى عهد قريب عروسا جميلة وبجانبها (معرس) سيكون شريكها في بقية عمرها، ورغم أن لدي الكثير مما أريد قوله عن ذلك الحدث الفارق في حياة كل أم لكنني آثرت أن أعود بكم ومعكم إلى أم عربية نصحت ابنتها قبل زواجها بعشر نصائح فصارت حروفا من ذهب تحتاجها كل عروس حتى يومنا هذا .حيث يروى أنه خطب عمرو بن حجر ملك كندة أم إياس بنت عوف بن علم الشيباني، ولما حان زفافها إليه، خلت بها أمها بنت الحارث، فأوصتها وصية تبين فيها أسس الحياة الزوجية السعيدة، وما يجب عليها لزوجها . فقالت: "أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال"."أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلَّفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمَةً يكن لك عبداً وشيكاً، واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً".أما الأولى والثانية : فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع والطاعة.أما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على القبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن غرائز الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.أما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء (الرعاية) على حشمه (خدمه) وعياله، وملاك الأمر في المال: حسن التقدير، وفي العيال: حسن التدبير.وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أو أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً. وحتى لا يتضايق الرجال فهذا شاعرنا الكبير أبـو الأسـود الدؤلـي يوصـي ابنتـه فيقول: إيـاك والغيـرة فإنـها مفتـاح الطـلاق، وعليـك بالزينـة وأزيـن الزينـة الكحـل، وعليـك بالطيـب وأطيـب الطيـب إسبـاغ الوضـوءوكونـي كمـا قلـت لأمـك يومـا مـا:خذي العفو مني تستديمي مودتي .. ولا تنطقي في ثورتي حين أغضبفإني وجدت الحب في القلب والأذى .. إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهبوأخيراً : أدعوالله العلي القدير لأميرتي الصغيرة أن يوفقها في حياتها الجديدة، ودعاء إلى كل فتاة مقبلة على الزواج أن يوفقها الله إلى ما يحبه ويرضاه وأن تهيئ نفسها لتكون بيتا عماده الدين وحب الوطن وتنشئة أولادها على طاعة الله ورسوله، وسلامتكم .