15 سبتمبر 2025
تسجيلتتعدَّد مميزات شهر رمضان المبارك وفوائده التي تعود علينا بكثير من المنافع العامَّة والخاصَّة، فإلى جانب كون رمضان موسم عبادات وطاعات متنوِّعة، فله كذلك فوائد صحيَّة كثيرة تعزِّز صحَّة البدن وتزيد من قوته ونشاطه، فالصيام يعمل على تجديد قدرة البدن وتنشيطه ليستجيب لتأثير الصوم والتغيُّرات التي حدثت في الروتين اليومي خلال شهر رمضان الكريم، ويجدد خلايا الجسم ويطهِّره من مسبِّبات الأمراض الخطيرة ولله الحمد. فرمضان يمكِّن المسلم من اكتساب كثيرٍ من العادات الصحيَّة في تنظيم طعامه وشرابه ونومه وغير ذلك، فيجب استغلال أوقات رمضان في كل ما يعود علينا بالنفع والأجر. بدايةً، نحرص على تطبيق السنن النبويَّة المأثورة عن النبي الكريم - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - أثناء الصيام؛ فقد كان النبي - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - يبدأ إفطاره بالتمر وأمرنا بذلك؛ فعن النبي - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – أنه قال: «إذا أفطر أحدُكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد فالماء، فإنه طهور» (رواه الترمذيُّ). فإلى جانب تطبيق سُنة الإفطار على التمر وتحصيل الأجر على ذلك، فقد أثبتت الدراسات الطبيَّة الفائدة العظيمة للتمر، وخاصَّةٍ في الصيام؛ فالفائدة من بدء الإفطار بالتمر ثم الماء؛ لكون الماء يروي العطش سريعًا ويملأ المعدة، لكن التمر يهيِّئ المعدة لبدء تناول الإفطار ويعمل على سرعة موازنة سكر الدم ويعطي الصائم نشاطًا وحيويَّة بسرعة ويمده بالطاقة التي تساعده على صلاة القيام، كما أنه مناسب لمرضى القلب والسكر كذلك. فالإفطار على التمر يكسر حدة جوع الصائم ويساعده على الاقتصاد في كميَّة الطعام أثناء وجبة الإفطار. ومن العادات الصحيَّة في رمضان كذلك: ممارسة الرياضة والحرص عليها في رمضان أكثر من الأيام العاديَّة. ورمضان فرصة عظيمة لترتيب النظام الغذائي؛ نظرًا لقلة ساعات الإفطار في مقابل وقت الصوم الطويل. فيكتفي المسلم بالإفطار الخفيف المتنوِّع الذي يلبِّي حاجة الجسم دون إسراف في الطعام، ويكمل ليله في المطالعة النافعة والقراءة في التفاسير وكتب السنة، مما يزيد من أجره ويجعله يكتسب عادات جديدة ولا مانع من أخذ قسط من النوم لراحة الجسم. ثم يقترب وقت السحور، الذي يعد وجبة مهمة للصائم لابُدَّ من اعتيادها منذ الصغر وعدم تركها؛ فالسحور سُنَّة يُثاب المسلم عليها.. فعن أَنَس بن مَالِكٍ - رَضِي اللهُ عَنْهُ – أنه قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَة» (رواه البخاريُّ). ثم تدرك صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة، وهذا يفسِّر كثرة المصلين في صلاة الفجر خلال رمضان بخلاف باقي الشهور؛ وذلك لاعتيادهم السحور، فيمكِّننا السحور من إدراك الفجر مع الجماعة واعتياد ذلك بعد رمضان. فاللهم تقبل منا الصيام والقيام وبارِك لنا في أيام رمضان ولياليه، وضاعِف اللهم أجورنا واجعل عبادات رمضان عادات لنا في سائر أيام العام.. اللهم آمين يا رب العالمين.