12 سبتمبر 2025
تسجيلفي الوقت الذي تعلن المقاومة الإسلامية حماس عن أسر 4 جنود إسرائيليين، يتباهى الرئيس محمود عباس بأنه يفتش حقائب الطلاب الفلسطينيين بحثا عن السكاكين حفاظا على المستوطنين الإسرائيليين وجنود الاحتلال، وهذا يعكس الاختلاف الكبير بين المشروعين، مشروع للمقاومة والعمل المسلح لتحرير فلسطين، ومشروع يسعى لاستجداء الحقوق من محتل لا يعطي شيئا.حماس تقوم بالعمل الصحيح، وتأسر أربعة جنود إسرائيليين، وتؤكد أن الاحتلال لن يحصل على أي معلومة عنهم من دون دفع الثمن، ويخرج الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" ليعلن في كلمة مقتضبة بثت على فضائية "الأقصى": "إنه لا توجد أي اتصالات أو مفاوضات حتى الآن حول جنود العدو الأسرى، وأي معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها". ورفض الإفصاح عما إذا كانوا أحياء أم أمواتًا".في مقابل ما تقوم به حماس من أعمال بطولية ترفع رأس الشعب الفلسطيني، فإن الرئيس عباس يواصل ممارسة هوايته في مهادنة الاحتلال ويقول في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه القناة الإسرائيلية الثانية: "إن الأمن الفلسطيني يفتش المدارس الفلسطينية ويفتش حقائب التلاميذ بحثا عن سكاكين لمنع العمليات، وإن أجهزة الأمن الفلسطينية عثرت في مدرسة واحدة على 70 سكينا في حقائب التلاميذ وجردتهم منها وأقنعتهم بعدم جدوى القتل أو الموت على الحواجز الإسرائيلية".ويذهب أبعد من ذلك قائلا: "عندما يذهب طفل حاملا سكينا لتنفيذ عملية فانه لا يستشير والديه ولا شقيقه ولا يمكن أن تجدي شخصًا عاقلا يشجعه على تنفيذ تلك العملية"، وبالطبع لم يغفل عباس الحديث عن إنسانية الشعب الإسرائيلي ويعلن براءته من الوحشية والقتل حتى من اغتيال شاب فلسطيني وتصفيته بطلقة في الرأس من قبل جندي من جنود الاحتلال عن مسافة قريبة في الخليل، ويقول: "لا أريد أن أعمم مفهومًا لا إنسانيًا على جميع الإسرائيليين، لأن بينهم بشر وإنسانيون. أنا لا أحب أن أرى طفلا فلسطينيا يحمل سكينا ويطعن إسرائيليا". وقال: "أستمر في مد يدي بالسلام وأنا في الحكم منذ عشر سنوات. وأنا أعلن أنني ضد القتل وضد العنف والآن تقولون إنني أنا أحرض على العنف! لماذا تقولون إنني أحرض؟".وبالطبع حرص عباس على التأكيد على مواصلة "التنسيق الأمني المقدس" ودعا إلى مواصلته لأن "البديل لهذا هو الفوضى والسلاح والمتفجرات والمسلحين الذين سيأتون من الخارج. أريد التعاون الأمني مع إسرائيل ولا أخجل من ذلك وعلى الجميع أن يحترمني من أجل ذلك، لأن البديل هو نقص الشعور بالأمن وفقدان الأمل".عباس وحماس مشروعان مختلفان، ففي الوقت الذي يجرد فيه عباس الشعب الفلسطيني من السكاكين حفاظا على التنسيق الأمني الذي يحمي الاحتلال، فإن حماس تواصل مشروع الكفاح المسلح والمقاومة من أجل الإبقاء على جذوة القضية الفلسطينية، ولذلك فهما مشروعان يصعب أن يلتقيا.