18 سبتمبر 2025
تسجيلعاودت اليونان مؤخرا تجديد مطالبها للدولة الألمانية بضرورة دفع تعويضات عن الجرائم التي ارتكبها النازيون في اليونان خلال الحرب العالمية الثانية. وأكد رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس أنه يؤيد تفعيل عمل لجنة برلمانية تم تشكيلها في عام 2012 حول تلك الجرائم، مضيفا أنه يريد مراجعة هذه القضية بدقة ومسؤولية وعبر الحوار والتعاون وننتظر من الحكومة الألمانية الأمر نفسه لأسباب سياسية وتاريخية ورمزية. وهذا الرأي لا يقتصر على الحكومة اليونانية فقط بل تتشارك فيه الأحزاب والقوى السياسية أيضا. وكانت هذه اللجنة، التي وضعت تحت إشراف جهاز المحاسبة الوطني، قد وضعت تقريرا يقدر قيمة التعويضات المطلوبة بـ 162 مليون يورو.. ويشمل هذا المبلغ تعويضات لبنى تحتية تم تدميرها (108 مليارات يورو بالقيمة الحالية وهو رقم يستند إلى أرقام مؤتمر باريس الدولي في 1946) وإعادة قرض حصل عليه النازيون بالإكراه (54 مليار يورو) بين 1942 و1944.وترتبط هذه القضية بالصراع التاريخي الذي حكم العلاقة بين ألمانيا واليونان بعد استقلاها في القرن التاسع عشر، حينما أصبح أول حاكم لها ملك بافاري تحت رعاية القوى العظمى الثلاث فرنسا وبريطانيا وروسيا، وهو الملك أوثون الأول "الذي لم يكن يعرف شيئا عن اليونان ووصل محاطًا ببافاريين تولوا إدارة البلاد وعاملوا اليونانيين باعتبارهم خدمًا".وقد كانت الألمانية لغة المحكمة اليونانية، ولم يُعيَّن الوزراء التابعون "إلا لتطبيق ما يمليه عليهم البافاريون".. حتى إنه انتشر في اليونان تعبير يصف تلك الفترة بـ"البافاروقراطية". ورغم طرد أوثون من السلطة في عام 1862، إلا أن الجروح في علاقات البلدين لم تندمل بل ازدادت مع بدء الاحتلال النازي في الفترة من 1941 إلى 1944، حيث تم ارتكاب أعمال عنف وحشية ضد اليونانيين.فقد تسبب النازيون في مجاعة كبيرة في اليونان، كما قال المؤرخ اليوناني- الألماني هاغن فليشر، الذي أشار إلى أنه "خلال الشتاء الأول، توفي 100 ألف يوناني على الأقل من الجوع". كما تعدّدت المجازر، كمجزرة ديستومو التي قتل فيها 218 شخصا في يونيو 1944.لكن رغم ذلك لم تدفع ألمانيا أية تعويضات عن تلك الجرائم، وهو الأمر الذي دفع وزير العدل اليوناني نيكوس باراسكيفوبولوس للتهديد بوضع اليد على الأرصدة الألمانية واعتبارها تعويضات.لكن هذه التهديدات تصطدم بالمصالح اليونانية الهامة لدى ألمانيا وأبرزها وجود أكثر من 300 ألف لاجئ يعيشون بين هامبورج وميونيخ.