15 سبتمبر 2025

تسجيل

أحداث من تاريخ قطر

03 أبريل 2015

في تاريخ قطر مآثر وبطولات وأحداث كبرى تشهد على ما لهذا الشعب من قدرة على المقاومة والصمود، وعلى القيادة الشجاعة الحكيمة المتمثلة في فترة حساسة من تاريخ قطر والمنطقة بالمغفور له الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني الذي استطاع في ظروف بالغة الصعوبة تمثلت في صراع امبراطوريتين عظميين آنذاك هما السلطنة العثمانية والامبراطورية البريطانية أن ينتزع استقلال بلده وأن يهزم قوات الامبراطورية العثمانية ويحافظ في نفس الوقت على حياده تجاه الامبراطورية البريطانية.ويذكر ج ج لوريمر في كتابه دليل الخليج 1 ان في يوليو سنة 1871 أرسل قائد القوات التركية حملة الى الدوحة وطلب قائد الحملة من المغفور له الشيخ جاسم بن محمد رفع العلم التركي، فوافق على ذلك، وكان آنذاك والده المغفور له الشيخ محمد بن ثاني حاكم قطر يرفع العلم العربي، فكان أن أرسل الرائد بيللي المقيم السامي في الخليج مساعده ميجور جرانت على سفينة صاحبة الجلالة (ماجياي) الى الدوحة، حيث وجد الأمر كذلك، وحاول بيللي من خلال مراسلة المقيم البريطاني في بغداد معرفة إذا كانت الحكومة التركية أمرت بإرسال أعلامها الى قطر.لكن الوالي العثماني أكد للمقيم البريطاني في بغداد ان عدم تدخل تركيا لا يشمل قطر لأنها حسب زعمه أصبحت تشكل قاعدة لحشود قبائل البدو التي أصبحت تضايق القوات العثمانية من الغرب.ثم جاءت قوة تركية قوامها مائة جندي مزودين بمدفع كبير على متن الباخرة التركية (آشور) لزيارة الدوحة ونزلت الى البر بين سخط الأهالي والشيوخ، ويبدو ان هذه الإجراءات أُتخذت بأمر الوالي مدحت باشا.وفي سنة 1873 سحبت تركيا قواتها النظامية التي في الدوحة وأبدلتها بثلاثين رجلاً من الشرطة. وباستثناء التدخل في شؤون قطر الداخلية، خاصة حكم مدينة الدوحة وضواحيها القريبة، لم يكن لوجود الموقع التركي فيها أي أثر، وظلت العلاقات القبلية في قطر كما كانت من قبل، وظل شيوخ آل ثاني هم أقوى العناصر في الحياة السياسية.ولكن مع مرور الوقت اتضح ان شيوخ آل ثاني باتوا ضائقين بالاحتلال التركي الذي كان ممثله (قاسم آغا) مصر على التدخل في كل صغيرة وكبيرة بالإضافة لما يحصل عليه من مبالغ مالية كبيرة من أموال أهل الدوحة. حيث تصل سنوياً المبالغ المدفوعة من أهل الدوحة الى 10000 غران الى الحكومة التركية.وفي مايو سنة 1879 جاء متصرف الإحساء الى الدوحة وقابل الشيخ جاسم بن محمد وأثنى عليه وأبدى رغبته بإقامة علاقات جيدة مع الشيخ جاسم.وفي سنة 1881 قام والي البصرة آنذاك نافذ باشا بزيارة للدوحة وألتقى الشيخ جاسم ومنحه وساما عثمانيا وأنشئ في الدوحة مخزن فحم، ثم نزلت سرية من جنود المشاة قوامها 250 جندياً عثمانياً في الدوحة، تلا ذلك محاولات من الأتراك لإحكام قبضتهم على الدوحة سنة 1889. حيث قام عاكف باشا متصرف الإحساء بزيارة الدوحة ومقابلة الشيخ جاسم بن محمد واقترح المتصرف إقامة إدارة تركية منظمة ودار للعوائد، لكن الشيخ جاسم رفض رفضاً قاطعاً مهدداً بقطع علاقاته مع العثمانيين، فقام المتصرف بإبلاغ والي البصرة بما دار بينه وبين الشيخ جاسم، فبادر والي البصرة لإقناع الشيخ جاسم بالاستمرار في التعاون بينه وبين السلطات العثمانية.وللحديث بقية.