14 سبتمبر 2025
تسجيلأعلم بأن الحديث يمكن أن يكون مملاً!! وإن الإعادة لا يمكن أن يكون فيها كل مرة استزادة أو إفادة ـ كما يقولون ـ ولكني على ثقة بأني أنا شخصياً لن أمل من تكراره، لأن موضوعه يستفحل وأصبح أمراً عادياً للأسف يربو بيننا ويتربى بعزنا وأمام أعيننا التي باتت تألفه، ولعل ما جعلني أمتشق (صهوة) هذا المداد هي الأخبار الطيبة التي سمعتها عن تصدي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي لظاهرة (البويات) في مدارس البنات، واستصداره لمجموعة قرارات حازمة حاسمة تحارب مثل هؤلاء (الشاذات) اللاتي يتخذن من مثيلاتهن (خليلات)، ووضعه لعدة بنود صارمة تتدرج في عقوباتها، بحسب ارتداع مثل هؤلاء عن تصرفاتهن الشائنة، ونحن هنا مازلنا نعتبر (السالفة) مجرد لعب عيال وفي أغلب الأحيان مجرد (مراهقة) تقوم بها بعض البنات اللائي سيعقلن لاحقاً، وكفانا تهويل الأمور!.. هنا لا يمكن أن نعترف بهذا (السرطان التربوي) الذي يتساهل معه المجلس الأعلى للتعليم، وملفات التربويين الذين صكوا أسماعنا بعرض وسائل التربية والتهيئة، بينما الغافل وربما الجاني هم الأهل الذين يرون بناتهم في أشكالهن وتصرفاتهن، ما يدعوهم حقيقة إلى السؤال والمحاسبة، ومع ذلك يعطون (أذناً من طين وأخرى من عجين) لاستجداء الراحة وربما الفخر!.. نعم الفخر فما قد لا يعلمه الكثيرون أن بعض هذه الفئة الضالة من الأهل يرون في بناتهم (المسترجلات) فخر العائلة، وقد يعتبرونهم (رجال المستقبل لولا ضعف الهرمون الذكري من التنامي في أجسادهن)!!.. فأين الدور الذي يجب أن يقف أمامه وزير التربية والتعليم وتربويات الوزارة والمجلس الأعلى للتعليم، الذي يكافح في تخبط طبعاً من أجل مناهج دراسية سليمة، والعكس هو الظاهر بينما السلوكات هي آخر همِّ الجميع.. سواء خارج أو داخل المنزل والمدرسة.. ألم يعد في الإمكان أن نعتبر هذا الأمر بالكارثة غير الطبيعية التي تعمل على هدم أشد السلوكات حساسية، وتعارض الفطرة التي خلقنا الله بها؟!.. متى يمكننا أن نشهد تحركاً وعلى أكبر مستوى تجاه هذه المصيبة، ولا يمكن أن أكرر بأنها ظاهرة لأنها أصبحت فوق مستوى الظواهر الطبيعية التي يمكن أن تأتي وتخف وقد تغادرنا؟!.. متى يتحرك المجتمع بأسره ويتكاتف لأجل أن يقضي على هذا الورم الخبيث، الذي يجعل من الفتاة (خليلة) فتاة وعاشقة لها؟!.. فهل يمكن أن يتصور البعض هذا الاختلال المجتمعي الذي يعمل على محاربة فطرة؟ إنني فتاة ويمكنني أن أحب رجلاً دون أن تستنكر فطرتي هذا التجاذب، بينما تنفر أي علاقة لي بفتاة مثلي والعياذ بالله؟!.. فهل نتساهل في الوقت الذي تتصدى شخصية مثل شخصية الأمير نايف شفاه الله لمثل هذه المصيبة التي وعى جيداً عواقبها ومصائبها، فأصدر ما من شأنه أن يبتر داءها ويعالجه، وهو الأحق بأن يهتم بأمور المملكة الأخرى والكثيرة؟!.. إذن فالمسألة أكبر من أن نختصرها بكلمات، قد يقرأها المعنيون ويقلبون الصفحة ولا يكملون القراءة، لان ذلك يعني أن (يحللوا رواتبهم) أكثر في البحث عن سبل العلاج، ومن ثم الوقاية من الرجوع لنفس المرض الأخلاقي المقيت، الذي أصابنا أولاً في ديننا وأخلاقنا وغيرتنا وفطرتنا السوية.. تباً ألم يعد لدينا أي أخلاق أو ذرة من غيرة باقية لنقول بأننا نعيش أسوأ كوابيسنا؟!.. ألا يفكر أي مسؤول مهمل، ومتخاذل عن القيام بأي خطوة تجاه هذه الكارثة المجتمعية، بأن بيته قد يضم مثل هؤلاء اللاتي أدعو اليوم لمعالجتهن وتأديبهن وإعادتهن إلى الفطرة السليمة؟ ولا يهمني أن يكون هذا المسؤول تربوياً أو شيخ دين أو أباً وأماً ألهتهم الدنيا عن النظر إلى الوباء الذي ينتشر وسط المباركة الضمنية له؟!!.. فتاة تعشق فتاة!! وربما (تعاشرها).. يا للقرف يا للقرف!. فاصلة أخيرة: بلغت يا ربي اللهم فاشهد..