12 سبتمبر 2025
تسجيلأخطاء الجنرال السيسي ضد الشرعية في مصر مستمرة ولا تتوقف.. كان آخرها إعلان الحرب المفتوحة بعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية سيناء الدامية في سيناء- والتي ذهب ضحيتها أكثر من 50 جنديا وجرح 74 آخرين، وأعلن في جمع من العسكر ورموز الدولة العميقة أنه يطلب الثأر وقال: "لن أكبل أيديكم بالثأر لشهداء مصر".. باختصار، هذا الرجل يقود مصر نحو الهلاك بهذه السياسة الرعناء التي تفتح الأبواب أمام جحيم الحرب الشاملة دفاعا عن انقلابه وحكمه غير الشرعي، وهي حرب طويلة ودامية ومكلفة ماديا وبشريا، ويكفي أنه أشار إلى تخصيص 10 مليارات جنيه "1.5 مليار دولار لسيناء"، وهي مخصصة من أجل التنمية ومكافحة الإرهاب، وحقيقة الأمر أنه لا يوجد في سيناء أي تنمية ولا يبقى سوى الحرب وما يسمى "مكافحة الإرهاب"، وهذا أول تمويل كبير لحرب من حروب السيسي المفتوحة في سيناء.المشكلة أن الجنرال السيسي وإعلامه الفاسد ركز على تحميل الإخوان المسلمين مسؤولية الهجمات في سيناء، رغم إدانة الإخوان لهذه الهجمات ورفضهم لها، وإعلان "ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية"، أو ما كان يعرف سابقا "تنظيم أنصار بيت المقدس" مسؤوليتها عن الهجمات وبث مقاطع فيديو عنها، إلا أن السيسي وانقلابيين وإعلامه أصروا على اتهام الإخوان المسلمين ومعهم حركة المقاومة الإسلامية"، والمسارعة إلى إعلان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس" منظمة إرهابية في أول وأخطر قرار من نوعه في العالم العربي.لماذا يصر السيسي وإعلامه على اتهام الإخوان وحماس وتجاهل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"؟يبدو أن النظام الانقلابي في مصر لا يريد أن يفتح بابا جديدا من أبواب الخوف أمام المصريين الذين وعدهم بالأمن والأمان، فالاعتراف أن "داعش" أصبحت لاعبا رئيسا في سيناء وجزءا من المشهد العام في مصر سيدب الرعب في قلوب المصريين، فهو سوق انقلابه من أجل عدم تحويل مصر إلى العراق وسوريا وليبيا، ولكن الوقائع الداعشية والهجمات العنيفة لتنظيم ولاية سيناء، تعني أن واقع العراق وسوريا وليبيا انتقل إلى سيناء، وقد ينتقل منها إلى باقي أنحاء مصر، مما يعني فشل الانقلاب وخططه.الأمر الثاني هو أن رغبة النظام الانقلابي بــ "توحيد السلاح" في مواجهة العدو الأخطر المتمثل بــ "الإخوان المسلمين"، الذين يحكمون دولا، كما يقول السيسي ولديهم الشعبية والعناصر والقدرات التنظيمية والحركية في الشارع، ولذلك سارع إلى التبشير بأن الحرب مع الإخوان "صعبة وقوية وشريرة وطويلة" ومكلفة سيدفع المصريون كلفتها.مشكلة نظام السيسي أنه يهرب إلى الأمام، ويعسكر المجتمع للاقتتال الداخلي، ويجهز البلطجية والعسكر من أجل "ثأر بلا حدود ولا كوابح"، ولعل بعض الحوادث التي جرت هنا وهناك تدل على بداية "التسخين"، وإقدام أحد رجال الأمن على قتل مريض مقيد في المستشفى، وحرق آخرين منازل رموز في المعارضة يعني أن "الحرب غير المكبلة" بدأت فعلا.النظام يقفز عن السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في مصر والمتمثل بالانقلاب الذي يقوده وسيطرة الدولة العميقة والفلول على الدولة، ونسف ثورة يناير وإلغاء نتائجها، ويذهب في اتجاه إشعال حرب سيطول الزمن قبل أن تنطفئ.