17 ديسمبر 2025

تسجيل

الدبلوماسية القطرية والالتزام بقيم الحرية والسلام

03 فبراير 2014

لا يختلف اثنان على حقيقة كون الدبلوماسية القطرية ومنذ عام 1995 قد حققت اختراقات سياسية مدهشة ومهمة، ودخلت في أوضاع تطورية تسابق الزمن، واستطاعت بكل جدارة أن تثبت وجودها الفاعل على مسرح السياسة الدولية حتى تحولت دولة قطر الصغيرة والمثابرة لخلية نحل من العمل الجاد والتواصل الدبلوماسي الفعال وأضحت مالئة الدنيا وشاغلة الناس، ومحطة دولية لا يستغنى عنها وعن جهودها في حلحلة العديد من المشاكل والملفات الدولية الصعبة التي يحتاج فك رموزها وطلاسمها لقدرات دبلوماسية خاصة وآليات عمل ميدانية نشطة توفرت في الدبلوماسية القطرية وهو ما أهلها لأن تكون شريكة لدول كبرى وعريقة في المجال الدبلوماسي الدولي، قطر تخطت بكل نجاح إشكالية الموقع الجغرافي والديموغرافي واستطاعت أن تكون قطبا دوليا فاعلا ومؤثرا، وهو ما عرضها بطبيعة الحال لخصومات شديدة من أطراف يبدو أنها تفهم الدوافع الخيرة بشكل معكوس، كما تعرضت الدولة لهجمات صارخة وزاعقة معظمها فاقد للمصداقية ويدخل ضمن أبواب التشهير والإساءة المقصودة والهدم وليس النقد البناء الهادف لتصحيح الأخطاء أو لإزالة سوء الفهم في بعض الملفات الشائكة، لقد كان الدور الدبلوماسي القطري واضحا ومتألقا في كواليس ومشاهد الجولة الأولى لمؤتمر جنيف 2، وكان حضور وزير الخارجية سعادة الدكتور خالد العطية قد أضفى على المؤتمر دلالة خاصة لكون دولة قطر تتشرف بكونها إحدى أوائل الدول العربية والعالمية التي انحازت لجانب الشعب السوري في كفاحه الإنساني من أجل الحرية والانعتاق، وقد ضحت قطر بأريحية وكرم عرفت بها وتميزت عن العديد من المصالح والمنافع، وتخلت عن الأنانية وبلورت موقفا وطنيا وقوميا وإنسانيا جلب لها الكثير من الصداع، ولكن من وقف مع الحق ومن يضع الله سبحانه وتعالى أمام عيونه وينشط من أجل الدفاع عن القيم الإنسانية والمبدئية لا يمكنه أبدا الخضوع للمنطق المادي في حسابات الربح والخسارة، لم تترك دولة قطر وعبر توجهات قيادتها العليا في زمن الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة أطال الله في عمره وسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد حفظه الله ورعاه مناسبة لعودة السلام والأمن ورفع الظلم عن الشعب السوري إلا ودعمتها بالكامل وحرصت على نجاحها وبذلت ما تستطيع من إمكانات من أجل ترجمتها لأرض الواقع، فدولة قطر وهي تناصر المظلومين لا تدعم الإرهاب وأهله ، بل تنشئ مواقع متقدمة لمقاومة الإرهاب من خلال الانحياز لقيم الحق والعدالة التي تقرها عدالة الشرائع السماوية وقوانين الأرض البشرية، وقطر التي تساند البعيد لا يمكن أن تكون محطة سوء لأي بلد خليجي أو عربي أو مجاور، فقدر الدبلوماسية القطرية أن تسير على الأشواك في حقول مليئة بألغام متفجرة بعضها مزروع للأسف منذ قرون عديدة !! قطر وهي تعبر اليوم لمشارف مرحلة تطورية حاسمة وتتهيأ للمشاركة والتنظيم لمناسبات دولية كبيرة لا يمكن أن تتحول لحالة سلبية ولمنطقة رمادية أو لحالة فوضوية كما يجتهد الإعلام المعادي في التشويه والتعميم، قطر اليوم بإرادة أميرها وهمة شعبها وإيمان أهلها بالسلام والمحبة وهما عنوان التطور الحضاري الصاروخي لدولة قطر لا تنفصل أبدا عن حقيقة أنها إحدى الدول المؤسسة لمجلس التعاون الخليجي، كما أن دبلوماسيتها تشكل اليوم قطب الرحى في هذه المنطقة الحيوية من العالم وحيث تتصارع الدول الكواسر على مصالحها فيها، قطر اليوم ليست مجرد كيان معزول مشغول بالتآمر على الآخرين كما يروج الإعلام المعادي!، إنها لمن لا يعرفها قاعدة حضارية متقدمة تحتضن الجامعات الكبرى ومراكز العلم والقلاع المعرفية الأخرى التي تطور قطاع التعليم والصحة والأمن بشقيه الوطني والخارجي وكذلك الأمن الدبلوماسي الذي نراه متجسدا اليوم بتحركات وتصريحات معالي وزير الخارجية الهادئة والرصينة والمعبرة عن هدوء ورصانة السياسة القطرية، دولة قطر لا تحارب أحدا ، وهي اليوم ترسل رسائل المحبة للجميع، والسلام ثم السلام وليس سوى السلام هو العنوان الدائم للقيادة والدولة والمؤسسات في دولة قطر.