30 سبتمبر 2025

تسجيل

جامعة قطر والتعليم عن بعد

03 فبراير 2013

لا شك أن المعطيات والأهداف والواجبات والمخططات التي من أجلها أنشئت جامعة قطر قبل سنوات طويلة، تختلف الآن وخاصة مع التقدم المذهل فى تكنولوجيا التعليم وأمور أخرى، على رأسها الزيادة المهولة في عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم الجامعي مع زيادة عدد السكان في دولة قطر،  لذا يجب أن تواكب الجامعة تلك المتغيرات التي جعلت إحدى الطالبات ترسل لي رسالة طويلة تقول فيها فجأة قررت الجامعة إلغاء الايلز وجعلت الدراسة باللغة العربية، مما أدى الى تكدس في بعض الكليات والتخصصات مثل الاعلام وفجأة قفز عدد الطلاب الى أرقام كبيرة، تم تقليص عدد الساعات المستحقة للبعض من 18 ساعة في الفصل الدراسي الواحد الى 12 ساعة بعد ان طلبوا من الطلبة حذف مواد بصفة إجبارية وذلك بعد فتح المجال للمجمد قيدهم منذ سنوات والذين دخلوا أفواجا افواجا الى الجامعة، لأن التعليم أصبح باللغة العربية كما ذكرنا. وتضيف الطالبةك اذاً المفروض علي أن آخذ 12 ساعة فقط!! إذن كم من الزمن محتاجة حتى اتخرج؟! يعني أظل طول عمري في الدراسة!! قالت لها المسجلة في قسم القبول والتسجيل.. انتي مش حاسة بالوضع اللي إحنا فيه والأفواج اللي دخلت الجامعة!! من وين ندبر لهم المواد؟ ردت عليها الطالبة وقالت: وإحنا إيش ذنبنا تاخذون المواد منا وتعطونها لغيرنا!! ليش اذا انتو مش مستعدين لهذا الشي ليش تقررون من غير دراسة ؟ ردت المسجلة اذا ما جيتي تحذفين مادتين برغبتج إحنا راح نحذف لج المواد عشوائي. ورغم قول الطالبة إن البنات لا يجدن مكانا يجلسن فيه داخل الجامعة والقاعات مليانة لا توجد فيها مقاعد فالبعض يحضرن المحاضرة وهن واقفات، وحتى لا توجد مواقف للسيارت أو هناك زحام فى كل مكان في المكتبة والكافتيريا، رغم السؤال الكبير لماذا لا يتم بناء وتوسعة الجامعة على الرغم من هذه المساحة الشاسعة من الأراضى الصحرواية حولها. وهنا نستطيع أن نقول ان لدى الجامعة حلولا أخرى حتى لا تواجه مثل هذه الطالبة وزميلاتها هذه المعاملة وتلك المعاناة وهذا السلوك، فالضغط يولد الانفجار، لأن جامعة قطر جامعة عريقة عليها أن تواكب التطور مثل أن يتم فتح قسم بها للتعليم عن بعد أو ما يسمى بالتعليم المفتوح أسوة بجامعات أوروبية وأمريكية وعربية عريقة ولديها مثل هذا النظام، وكما هو معروف فإن هذا النظام معمول ومعترف به في معظم بلدان العالم رغم أن هناك حالة تناقض غريبة وعجيبة فنحن نسمح لطلاب في المراحل الاولى ابتدائي واعدادي وثانوي ومباح لهم التعليم من المنازل أو ما يسمى بالانتساب، إذن لماذا في المراحل الجامعية لا يوجد عندنا نظام الانتساب أو التعليم عن بعد، رغم أن الحاجة ماسة لمثل هذا النظام في المرحلة الجامعية أكثر فلدينا الكثير من ترك التعليم وهو في المراحل المتوسطة لأن منهم من تركه لتحسين الدخل وآخرين للالتحاق بالسلك العسكري لرواتبهم الكبيرة، وحيث ان الطالب الذي يلتحق بالتعليم المفتوح قد اكمل تعليمه في مراحله الاولى من المنازل أو بالانتساب فهو موظف ورب أسرة ولديه من المسؤوليات الجسام إما عسكري أو مدني وأحيانا عضو في أحد النوادي والاتحادات، لذا لمثل هذه الشرائح من الطلبة لابد أن يفتح لهم نظام التعليم المفتوح أو التعليم عن بعد في قطر حتى نواكب التطور السريع والملحوظ، فقطر تتطور اقتصاديا وعمرانيا وتعليميا وثقافيا. هناك تناقض آخر، لفتت رسالة الطالبة انتباهي اليه!! وهو أن أي مقيم يلتحق بوظيفة في أي هيئة أو وزارة تقبل شهادته وظيفيا مع انه من خريجي التعليم المفتوح أو التعليم عن بعد أما المواطن إذا تخرج من الجامعة بنفس هذا النظام لا تعادل له الشهادة وظيفيا وغير معترف بها تماما. وأخيرا انني مستبشرة خيرا بما نشر في جريدة الشرق يوم الخميس عن موافقة مجلس الوزراء عن إعادة تنظيم لجنة معادلة الشهادات الدراسية وقانون تنظيم المدارس الخاصة ومزاولة الخدمات التعليمية وتعديل ضوابط وشروط منح التراخيص لمراكز خدمات الأعمال الأستشارية العالمية المتخصصة.. ومعالجة مشاكل الحاصلين على الشهادات الجامعية من الخارج، فأملنا كبير برئاسة مجلس الوزراء وحكومتنا الرشيدة والحكيمة أن تنظر للمواطن بعين الرحمة وأن يوُلون مصلحة المواطن جُل اهتمامهم وأن تذلل له الصعوبات التي يواجهونها. وأتمنى أن تكون أولى تلك الإصلاحات فتح باب التعليم المفتوح أو التعليم عن بعد لكي يتيح الفرصة لمن فاته قطار التعليم وخاصة أن ذلك من أبسط حقوقه لأن التعليم لا عمر له، حيث حثنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام على طلب العلم من المهد الى اللحد الا هل بلغت اللهم فاشهد وسلامتكم.