06 أكتوبر 2025

تسجيل

شـطـرنـج الـتـعـلـيـم الـجـامـعـي 2021

03 يناير 2021

نحن نجهز للعام الجديد على حذر وبغموض، بشكل يضاهي لاعبي الشطرنج في العالم، لقد انتابتني تساؤلات عديدة في صياغة شكل المستقبل التعليمي في العالم أجمع وفي دول الخليج بشكل خاص، هل سيتم الاستمرار في خطة الطوارئ التي عشناها في 2020، أم ستعود الأمور الى التقليدية التي كنا عليها قبلها؟، أم ستتم الاستفادة من التغيرات السريعة التي حدثت في القطاعات عامة من أجل صياغة منظومة تعليمية جديدة، ونشرها، واعتمادها وما يترتب على ذلك من تغييرات؟. عدة أمور حيوية يجب التفكير فيها ونحن نقول للتعليم التقليدي في أمان الله: •التفكير التجاري لقيادات التعليم العالي والجامعات: المنظومة التعليمية الجديدة قد تغير الحسبة في تخطيط مسؤولي الجامعات من أجل الموازنة بين المصروفات وبين الايرادات، لا سيما أن الإنفاق على التعليم الجامعي والأبحاث يصل إلى أرقام خيالية، فرسوم الخدمات التعليمية ودراسة الطلاب في بعض البرامج الجامعية، والمنافسات التي تدر أموالا على الجامعات قد تخسرها الجامعة في المرحلة الجديدة ولا توجد طريقة لتعويضها. •ضغوط أعضاء الهيئة التدريسية: الذي يخشاه أعضاء هيئة التدريس الجامعيون في المنظومة التعليمية الجديدة هو زيادة العبء التدريسي وخفض المرتبات، فالقيادة الجامعية قد يكون لديها خيارات لتقليل التكاليف غير الأكاديمية، مما يدعو إلى توجيه البوصلة نحو تخفيض رواتب أعضاء هيئة التدريس، وهو في اعتقاد الكثيرين أنه ليس القرار الصائب، ولكن مكره أخوك لا بطل، وهناك احتمال أن تعمد بعض الجامعات إلى توظيف عدد أقل من المساعدين والإداريين فضلا عن تأهيل الأساتذة تأهيلا إداريا ليقوموا بجزء من هذه الأعمال. •احتمال تغيير المناهج التقليدية: يتعاطى الطلاب الجامعيون مع المناهج التقليدية بشكل متردد وغير ذي دافعية، وقد حان الوقت لكي تصبح الجامعات جادة في تغيير المناهج التقليدية، فكما أن طاولة الشطرنج بها لونان فقط، الأسود والأبيض، فطلاب اليوم أذكياء ويمكنهم البحث عن المعلومة ويتعاونون فيما بينهم، وينتقلون بشكل أسرع تجاه مستويات التفكير العليا والإبداع، وهم بهذه الصفات لا يميلون إلى القراءات الطويلة والحشو المعلوماتي، وأصبح من الضرورة تحديث المناهج لتناسب أساليب التعلم الخاصة بهم. •تقليص مدة البرامج التعليمية: لا يحتاج معظم الطلاب حقا أربع سنوات للحصول على شهادة جامعية، فالشهادة التي مدتها ثلاث سنوات منطقية، من الناحيتين المالية والأكاديمية، كلنا يؤمن بأن بعض المفاهيم العلمية مكررة في كثير من المقررات، كما أن بعض التكاليف والمهام الطلابية متشابهة، بل ومتطابقة في أحوال كثيرة، ولقد كان هناك بعض الجدل حول تقليص مدة درجة البكالوريوس إلى 3 سنوات لكن الكليات ومجالس التعليم العالي لم يشعروا بالحاجة الملحة لإجراء هذا التغيير، لكنهم قد يتخذون القرار قريبا جدا. •الرياضة والأنشطة الطلابية: تصرف الجامعات أموالا طائلة لتحقيق بيئة جامعية فاعلة للطلاب وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وتتصدر نواتج تلك الأنشطة سواء بطولات كرة القدم أو المسابقات الجماعية الأخرى قائمة أولويات المسؤولين عن هذا القطاع، ولكن كون معظم التواصل الاجتماعي المباشر لم يعد آمنا، والألعاب الرياضية الجماعية أصبحت في بؤرة الحذر فقد بات ضروريا صياغة سيناريو جديد لم نتعود عليه مسبقا. •لن يتخذ رؤساء الجامعات كل القرارات: قبل عام 2020، كان قادة الجامعات يتمتعون بمدى واسع من الحرية لاتخاذ القرارات في حرمهم الجامعي، ولكن هذا لن يكون واضحا في الحياة القادمة، فبدء الدراسة أو ايقافها أو تأجيلها، وكذلك الشكل العام للدراسة وتفصيلات العملية التعليمية ستخضع لقرار وزارة الصحة والجهات الأمنية، وهذا يرفع الحرج عن رئيس الجامعة عند اصدار تعاميم جديدة أو رصد لوائح مبتكرة أو حين يحترف (كش ملك) الشطرنج. آخر الكلام: سوف يأتي يوم تجد فيه أن طي صفحة هو أفضل شعور في العالم، لأنك سوف تدرك أن هناك بالكتاب ما هو أكثر بكثير من تلك الصفحة التي كنت عالقا بها، فأهلا وسهلا بالعام الجديد وبالتغييرات الإيجابية سواء في الفترة الانتقالية أو أثناء المنظومة التعليمية الواعدة. همسة: أحيانا نكتب ما نشعر به، وأحيانا نكتب ما نتمنى، وأحيانا نكتب ما فات وانتهى، والأغلب نكتب لأنفسنا بحروف نتوكل بها على ربنا. دمتم بود [email protected]