14 سبتمبر 2025
تسجيلونحن في بدايات عام جديد من أيام الله عز وجل، أتضرع الى الله العلي القدير رب العزة والملكوت أن يتم شفاء سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني حفظه الله ورعاه ويلبسه رداء الصحة والعافية وأن يحفظه من كل مكروه وسوء.والحقيقة ان تلك الدنيا مهما عشنا فيها فهي عابرة وإن الدار المستقر والقرار هي الدار الآخرة وفي الآية (كَأَنَّہُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَہَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَٮٰهَا)..وفي هذا يقول إمام السنة والسلف الحسن البصري رحمه الله:"ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد مني فإني إذا مضيت لا أعود.. إلى يوم القيامة"..وقـــال ايضا غفر الله له: "إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك"..وقــــال "أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه"..!ويقول إبن القيم — رحمه الله "السنة شجرة والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها، فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الحصاد يوم المعاد، فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مره".والحقيقة ان كثير منا يعيش في تلك الدنيا كأنه مخلد فيها وإنه فيها الى الأبد الآبدين، وفي هذا أتذكر قول نبي الله نوح عندما سُئل عليه الصلاة والسلام عن أيام حياته، وهو الذي عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً (في الدعوة الى الله فقط).. فأجاب في وصفه لسرعة الأيام وانقضاء العمر (كأني دخلت من باب وخرجت من الباب الآخر).أو عن تلك المرأة في العصور القديمة التي وجدوها تبكي لوفاة طفلها، البالغ من العمر ستين عاماً، فقالوا لها في الأمم القادمة من يبلغ ستين عاما يُعد شيخا كبيراً عندهم، فقالت (والله لو علمت أن حياتي ستون عاماً فقط لقضيتها في سجدة.والآن يجب علينا أن أذكر نفسي وإياكم، وكما يقول العلماء إنها هيَ أيامٌ من أيامِ الله خلَت وانقضَت.. وساعاتٌ ودقائق تصرَّمت وانتهت.. فهل يا تُرى عمَرناها بالطاعاتِ وتحصيلِ الحسنات؟ أم لطَّخناها بالمعاصي وإقترافِ السيِّئات؟ (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى . وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى . ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى) سورة النجم.وأخيراً دعاء من القلب الى الله العلي القدير أن نكون كما أمرنا الله ورسوله وأن نكون في طاعة الله الواحد القهار وعبادته، ونعمل صالحاً، ونعمل على بناء أمة صالحة ونغرس الخير وندعو الى الله عز وجل أن يحفظ أميرنا ووطننا الحبيب وشعبنا من كل مكروه وسوء إنه نعم المولى والنصير.