13 سبتمبر 2025

تسجيل

البكاء على الأطلال

03 يناير 2015

* لم يبك الشعراء العرب كالبكاء على الأطلال الدوارس منذ زمن الجاهلية حتى زماننا الحاضر.. لدرجة أن المعلقات لم تخل من البكاء على الأطلال عند الشعراء القدماء.. فهذا الشاعر الضليل امرؤ القيس الذي بدأ معلقته بهذه الأبيات: قَفَا نَبكِ من ذكرى حبيبٍ ومَنزلِبِسِقطِ اللّوَى بين الدَّخولِ فَحومَلِفتوضحَ فالمقراةِ لم يَعْفُ رسمُهالما نَسجَتها من جَنوبٍ وشَمأَلِوقوفاً بها صَحبي عليَّ مطيُّهُمْيقولونَ لا تَهلك أَسَىً وتَجَمَّلِوإنَّ شِفائي عَبرةٌ مُهراقَةٌفهل عند رسمٍ دارسٍ من مُعَوَّلِ * وهذا عنترة بن شداد العبسي الذي استهل معلقته بذكر الأطلال وقال إن الشعراء لم يتركوا طللاً إلا ذكروه في شعرهم لذلك يقول عنترة:هل غَادَرَ الشُّعراءُ من مُتَرَدَّمِأَمْ هل عَرَفْتَ الدَّارَ بعد تَوَهُّمِ..؟ وفي بعض الروايات يذكر بعد مطلع القصيدة بيتان لم يذكرهما الزوزني ولا التبريزي من معلقة عنترة وهما:أَعياكَ رسمُ الدارِ لم يتكلَّمِحتى تَكَلَّمَ كالأَصَمِّ الأَعْجَمِولقد حبستُ بها طويلاً ناقتيأَشكو إلى سفعٍ رَوالدَ جُثَّمِ * أما الشاعر أبو الشيص فقد استهل قصيدته السينية بالبكاء على الأطلال وهي من القصائد الشهيرة في الأدب العربي رغم أنها قيلت في الأساس كمرثية لإحدى الحانات.. فيقول أبو الشيص في مطلع قصيدته:يا دارُ مالَكِ ليس فيكِ أَنيسُإلاَّ معالم آيهنَّ دُروسُالدَّهرُ غالَكِ أَمْ عَراكِ من البِلىبعد النعيمِ خشونةٌ ويُبُوسُما كان أَخصبَ عيشَنَا بكِ مَرَّةأيامَ رَبْعُكِ آهِلٌ مَأْنُوسُفَسَقاكِ يادارَ البِلى متخرّففيهِ الرَّواعد والبروق هجوسُدارٌ جَلاَ عنها النعيم فَربعهاخَلَقٌ تَمُرُّ بِهِ الرياحُ يَبيسُطَلَلٌ مَحَتْ آيُ السماءِ رسومَهُفكأَنَّ باقي مَحوهنَّ دُروسُرَبْع تَربَّعَ في جوانبِهِ البِلىوَعَفَتْ معالمهُ فَهُنَّ طُموسُيدعو الصَّدَى في جوفِهِ فيجيبهُرُبْدُ النعامِ كأَنَّهنَّ قُسُوسُوسلامتكم...