15 سبتمبر 2025

تسجيل

ظلامٌ ويجب أن يتبدَّد

03 يناير 2012

أعترف بأن الغصة تكاد تخنقني وتوابع احتفالات (رأس السنة الجديدة 2012) التي أقامتهاً الفنادق الكبرى لدينا وشارك بها أجانب وقطريون وعرب للأسف لاتزال تحوم فوق رأسي وتسبب لي صداعاً لا ينفك يطرق جمجمتي بقسوة ويستعجل كسرها!.. وأعلم بأن الكثيرين أيضاً قد (استدعى أحزانه) في سرد بعض المواقف التي يراها ويأسف من صميم قلبه إن هذه المواقف تحدث على مرأى الصغير والكبير هنا.. ولا أخفيكم فقد أرسل لي البعض إيميلات يؤكد أصحابها على وجود (مخالفات أخلاقية) ليست في الفنادق فحسب وإنما ما يحدث بعضها في شواطئ (السيلين) من احتفالات دينية أو كما قيل إنها (طقوس) لم ينزل الله بها من سلطان تحدث هناك!!..وحقيقة أنا لم أستطع التبين من هذا الموضوع للبعد الجغرافي الذي يمنعني من التوجه إلى هناك ومراقبة ما يمكن اعتباره صيداً ثميناً ولكني على ثقة بأن هناك (ترباً) باتت خصبة لمزاولة ما يمكن إنكاره واستنكاره وقد تقام في العلن وليس كما كان في الخفاء.. فللأسف باتت الأشياء (الخارجة عن الدين والعرف) تجاهر بنفسها بينما البعض لا يزال يبحث عن السر حتى وإن كانت متعة الزواج الحلال!!.. وهذا يأتي طبعاً بتوافق يتفطر له القلب مع التجاوزات الدينية والتربوية التي تكشفها لنا الأيام في بعض المناهج الدراسية التي توجه لطلاب المراحل الابتدائية والمتقدمة في بعض المدارس مثل الشرح المسهب عن (الخمور) في مادة العلوم العامة أو بيان فائدة لحم الخنزير (كرمكم الله) لنفس المادة وتبوأ صور هذا الحيوان الكريه لغلاف أحد الكتب الدراسية والحديث يطول حول فضائح (الفايف ستارز) التي تكشفها الملاحق المحلية للصحف اليومية وكأن الموضوع يعد سبقاً صحفياً وكفى الله الجميع شر النقاش ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال التي تمس عقيدتنا وتربيتنا وتقاليدنا!!.. فما الذي يحدث؟!.. فأنا أحياناً أجد نفسي عاجزة عن الوصول لإجابة شافية لكل التجاوزات التي تحدث على هذه الأرض الغالية على قلوبنا جميعاً وتنتابنا غيرة شديدة من أن يحدث كل ذلك ونجد الصمت يلف المكان وكأن الأمر لم يعد يعنينا بشئ سوى إنه فرقعة صوت لن تطول حتى تهدأ وربما يخرسها أحدهم وخلاص!!.. من حقنا أن نعرف من المسؤول عن كل هذه الانحرافات التي تتزايد ومن هو المسؤول الحقيقي وراء تغيير واجهة قطر المحافظة إلى واجهة تغلبها الألوان المبهرجة التي تجعل منها فاقدة للهوية والشخصية!.. من حق اهل قطر أن يعرفوا إن كان مثل هؤلاء يتعرضون لعقاب وحساب وإن ما صار لن يتكرر حتى وإن كانت قيمة إصلاحه تفوق ميزانية الدولة فنحن أمام مسؤولية نشء وأجيال تنمو عقولها بالنمو الصحيح لعقولنا كمسؤولين وآباء وأولياء أمر!!..من حق أهل هذا البلد الشامخ أن يحافظ على ستره ويجد نفسه يتعملق بالحشيمة والأمان والمعرفة السديدة حينما يتقازم الآخرون في تساو ٍ مخز ٍ في العري والخوف والجهل المدقع وهذا كله لن يتأتى إلا برقابة من يتبوأون منصب المسؤولية في التعليم والأوقاف والأمن الوقائي الداخلي.. فليس القادم بأفضل حالاً من الحاضر إن كان الجميع سيعلن تخليه عن أمانة المنصب الذي يشغله فالأمر أكبر من أن يقع كل ذلك على عاتق بعض أصحاب العيون الملونة باعتبار ان عقدة الخواجه تلازمنا كما يلازم الظل صاحبه!!..حاسِبوا - بكسر السين - قبل أن تـُحاسَبوا - بضم التاء وفتح السين -!..فقطر أغلى من أن تنجرف وراء خطوط الطول والعرض المغرضة للحضارة الغربية المشوهة والمعدمة من أي تطور يجعلنا نرفع رؤوسنا ولو قليلاً لنطاول السحاب في طوله لكننا وبالتأكيد لن نضاهيه في بياضه وصفائه أو حتى في كرمه حينما يثقل بالمطر فينهمر فيغسل الوجوه لكنه ويا أسفي يعجز عن غسل النفوس.. إنها قطر وربي.. ليتكم تعرفون ماذا يعني أن يعجز العالم عن إيجاد مدينة إفلاطون المثالية في العالم كله ويكتشفون إن ما قاله هذا الفيلسوف يمكن أن ينطبق على قطر لولا بعض السيئات المتعمدة من البعض!!... حمى الله البلاد من شر بعض العباد!!. فاصلة أخيرة: فديتج ياقطر.. فديتج يا قطر.. فديتج يا قطر! هنا لا يمكن أن يقال شئ غير إننا فداء لقطر!