11 سبتمبر 2025
تسجيلتتمدد فينا الأوجاع رغم أنه عام جديد يبدأ خطواته الأولى تتسلل إلى الأوردة والشرايين وأخشى ما أخشاه أن تقترب من القلب لحظتها لن يكون بمقدور الأمة النهوض مجددا تفترسنا الانكسارات تخترق جدراننا ومنازلنا وغرف نومنا تحاصرنا تقض مضاجعنا هو عام جديد يلقي بظلاله لكن خضرة الحقول صارت باهتة خاصمها التوهج فأنبتت فينا الهزيمة والسكون والوقوف بالمحطات الراكدة آه أصرخ من فرط الوجع وهل أملك سوى الصراخ؟ الوطن تسكنه الأشباح تمزقه متوالية الانقسام يعزف الصمت سلاما وطنيا يسكب الجراح عنوانا للمرحلة صرخاتي لا تهدأ ولكن أي جدوى من الصراخ تعلو همهماتي فلسطين تواصل عزف سنونو الاحتلال والقتل والتمزق الداخلي ترتفع هامته رايته لا تنكسر أبداً والعدو رابض بالأرض يشعل نيران كراهيته للإنسان وللزيتون وللقدس ولهامات الرجال ورؤوس النساء الصامدات وقسمات الصبايا التي يقيم فيها الجوع، مصلوبة فلسطين منكوبة ليس بعدوها الغاصب والقاتل والسارق والمستوطن والمستعمر ولكن ببنيها الرافعين أكف الحروب الأهلية والنار الكارهين للتصالح للبقاء في خانة الوطن الموحد المغزول بدمائهم وأرواحهم آه أيا فلسطين الساكنة في ملامحي وذاكرتي وبقايا روحي وجروحي ودمي ما أنا بقادر على أعادتك إلى سيرتك الأولى عفية مزدانة ببيارات البرتقال وشجر الزيتون وليلك المزدهر بالصلوات في القدس بيت لحم يأهل فلسطين عودوا إلى الثورة إلى الحلم إلى الأرض إلى الركض في شوارع القدس العتيقة صلوا من أجلها من أجل أطفالكم ونسائكم وعبق الأزمنة القديمة لا تخلو الميدان أيقظوا البراءة أقيموا صلاة الحضور ولا ترفعوا أصواتكم فوق صوت البندقية دعوني أصلي معكم والسودان وما أدراك ما السودان وجع جديد يتدفق إلينا مع النيل الساكن فينا يتجه إلى غياب الوطن الواحد يكتب رسالته الأخيرة قبل الانقسام خلال ساعات فمن نعزى؟ لمن نوجه صرخاتنا؟ لهؤلاء الذين فرطوا في خصوبة الأرض وصلابة الرحم وعذوبة القلب وبراءة الروح لمن نشير بأًصابع الاتهام؟ لمن يحكمون في الشمال والجنوب؟ لمن يرقصون على جماجم الوطن؟ لمن تركوا السودان وحيدا في مهب رياح التقسيم والانكسار؟ أم لن حرضوا من خارج الحدود بعد أن دفعوا للراغبين ورفعوا العصا على المعترضين فقبل الجميع باستماتة استثنائية تنفصم عرى لوطن ويبقون هم في كراسيهم المهتزة القابلة للسقوط في أي لحظة صلوا معي من أجل السودان الذي لن يبقى وطنا واحدا وإنما أوطان متعددة في الجنوب والغرب والشرق والشمال وفي العراق صوت يدعو في البرية إلى سرقة شماله عازفا أغنية وهمية أو قل عبثية عن تقرير المصير والذي لا يعني سوى الخروج عن سرب الوطن الواحد وما زال الجرح غائرا تمتزج دماؤه النازفة بدجلة والفرات وبغداد تئن تحت سياط القادمين بسيوف الاحتلال القتلة الغزاة الكذابون المخادعون اسأل عن ليلى العراقية فوجدتها قد ارتدت ثوبا أمريكيا وغطت وجهها بمساحيق من واشنطن ولندن وتل أبيب لكنها اكتشفت بعد فوات الأوان انتهاء صلاحيتها وزيفها وفسادها فلم يعد عطرها فواحا ولم يعد عودها صبيا تكالب عليها البصاصون ومصاصو الدماء لكني أراهن على ليلى أخرى ما زالت ترتدي حلة من زمن جعفر المنصور وهارون الرشيد والمعتصم والصومال وطن مدفوع إلى حافة النهاية ودماء بنيه تعانق الطرقات والشوارع والمدن والقرى التي غابت عن الخارطة فسافر عنها الأخضر واليابس لم يعد بلادا للعطور والحنطة واللحوم أنما بلاد للدم والنار والثلج الذي يسكن القلوب والأفئدة ليلك يا صومال لا تبدو نهايته وفجره يخاصم المجيء لأن أهله نسوا لون الفجر استمرأوا العتمة والهجرة إلى القتل اليومي والمجاني وسرقة البهجة من عيون صبايا وأطفال كانوا يحملون بوطن فجاء من يرفع عبثا راية الشريعة ليمزق الوطن ويقتل الصبايا والأطفال ويبيع أعضاءهم في أسواق مقديشيو المسكونة بالجن والشياطين والصمت الرهيب بعد أن غادرتها الملائكة الغاضبة لمن تدق أجراس نهاية العام الراحل وبداية العام الجديد كلاهما مر كلاهما زبد وحرب ودم ولغة النار هي القصيدة المقرر في مناهج الدراسة الفقراء يجوعون وأصحاب الثروات يتكاتفون على وأد البراءة فينا والنخب الحاكمة تدمر بقايا روح الصلابة تريدنا عدما قطيعا عبيدا دون ثمن ثمة أطفال ليس بمقدورهم التعرف على لون الحليب من فرط غيابه ثمة نسوة ورجال يموتون من فرط الألم ومكابدة عذابات البحث عن لقمة خبز وقطعة حرية أقول قطعة حرية وليس مساحة حرية لمن تدق أجراس الأول من يناير؟ للحالمين بقصيدة مغايرة مفرداتها خبز وحرية أم للقاسية قلوبهم سارقي الأوطان وأكباد العباد أم للجالسين على المقاعد الوثيرة وأصحاب الحوانيت والحسابات عابرة الحدود أم للصامتين الجوعى والحيارى الذين تساقطت الخضرة من وجوههم فبدت سوءة القابضين على الأوطان؟ لمن تدق أجراس الأول من يناير؟ للأحلام المجهضة والقلوب التي تجهش بالبكاء في طوابير الصباح والظهيرة والمساء للمكبوتين المقهورين الذين فقدوا القدرة على الحلم لأن ثمة من يحاصر ليلهم ويسد الطرقات أما م انبثاق شمسهم الغائبة دوما أم للشوارع الخالية من المارة والقرى المجردة من الحقول والمدن المسكونة بالوجع أم للموسيقى المدهشة التي غادرتنا ولليالي المغزولة بالطرب الأصيل التي سافرت عن بلادنا فتقوقعنا في هشاشة عظام الكلام والأناشيد ما زلت أصرخ ما زال يتردد صدى صراخي ووجعي وجوع روحي وولعي بالشعر المهاجر والفجر البعيد أنيني عزف يومي وهمسي صلاة مفقودة براءتها وقلبي مزيج من صمت وهجر وثناء وأفق يسأل عن صباح جديد قبل إرسال المقال: أصابتني الفجيعة وأنا أتابع وقائع الهجوم الذي تعرضت له كنيسة الإسكندرية في الساعات الأخيرة من ليلة الجمعة الماضية والتي راح ضحيتها عشرون من الأٌقباط ونفر من المسلمين فضلا عن إصابة 80 شخصا وهو عمل استفزني وأقض مضجعي وأدمى قلوب المصريين جميعا بل وأمة العرب التي سارعت دولها تندد به إلى جانب تنديد دولي واسع ولا يخرج هذا الحادث عن سياق الوجع الذي تتعرض له الأمة مع مقدم العام الجديد خاصة أنه وقع في أول أيامه وثمة قوى خارجية بالتأكيد وراءه ولا أستبعد مع عدد غير قليل من المراقبين الدور الصهيوني وهو الأمر الذي أشار إليه أحد قيادات الموساد السابقين قبل فترة واعترافه بدوره كيانه في محاولات تأجيج الفتنة داخل المحروسة التي استشاطت غضبا لما جرى في الإسكندرية عن بكرة أبيها أن المحروسة أكبر من مؤامرات الذين يسعون إلى إبقائها في خانة الفتنة واللعب بقواعد استقرارها وأحلام شعبها لن يفوزوا مطلقا حتى لو بدا لهم عكس ذلك في المدى القصير السطر الأخير: داهمتني أشواقي إليك فأبحرت إلى مدائن العشق بعينيك فخذيني إلى دفئك طفلا يتمدد بين ذراعيك