16 سبتمبر 2025
تسجيللقد فرحنا كثيراً في اليوم الوطني وشاركنا في احتفالاته، خاصة ما قامت به القبائل من عرضات متنوعة في أماكن متفرقة. واللافت للنظر أن تلك العرضات تخصص بأسماء القبائل مثلا عرضة المهاندة، عرضة الكعبان، عرضة الحميدات.... إلخ. تلك المسميات حرمت البعض من الالتحاق بها لأنه يعتقد بأنها مقصورة على أبناء القبيلة المسماة بها ولن يستطيع أن يشارك في أفراح الوطن في هذا الجانب المميز والتراثي الجميل. فلدينا الكثير من العائلات الصغيرة التي لا تستطيع أن تعمل عرضة أو ليس بها من يستطيع أن يهتم بمثل هذا الجانب، حيث إن إقامة عرضة تحتاج بالإضافة إلى الدعم الحاصل للقبائل من الدولة إلى تشجيع واستعداد من أبناء القبيلة وترتيبات مسبقة ووجود العشرات من الأفراد المهيئين لأن يشاركوا في الصفوف ولديهم معرفة بالشيلات والتزام كامل بالأداء الصحيح، وكذلك من يقوم "بالتحيل" ولديهم السيوف وغير ذلك من تجهيزات تتطلبها إقامة العرضات، فمنهم من لا يشارك لهذا السبب أي عدم وجود العدد الكافي والبعض لا يستطيع اللحاق بأقرب عرضة خوفاً من الحساسية، حيث إنه لا ينتمي لتلك القبيلة وقد يخشى نظرات البعض إليه. هناك من يعيش في نفس منطقة إحدى القبائل الكبيرة، ولكن ليس له قبيلة معروفة أو أن اسمه لا ينتهي باسم قبيلة وكلهم مواطنون قطريون أباً عن جد فماذا يفعلون؟! هل يمتنعون عن المشاركة في أفراح وطنهم أم يشاركوا على استحياء أو أن يبتعدوا عن العرضات وكأن الأمر لا يعنيهم ويحرمون من فرحة الوطن، مما قد يولد لديهم الكراهية والحساسية. نحن جميعا نعرف أن قطر بها أعداد كبيرة قد تفوق أعداد القطريين ذوي القبائل المعروفة منتشرون في مناطق عديدة من قطر ومن الصعب أن يقيموا عرضات بمفردهم، وكذلك توجد جاليات كبيرة من المقيمين والخليجين المحبين لهذا الموروث الشعبي الأصيل، قد يتحسسون إن شاركوا في عرضات لا تشمل قبائلهم أو يخشون من أن يلقي عليهم جاهل كلمة لماذا أنت هنا؟! والذي شدني كمتابع لما يدور في بعض المدارس أن بعض الطلاب لديهم حب القبيلة والتعصب والتحدي فيما بينهم بأنك أنت مالك قبيلة!! أو عرضتنا أحسن من عرضتكم أو أنت أصلك كذا وفصلك كذا... وكأننا نعود إلى الزمان الغابر ونشجع التعصب الأعمى ونحن في القرن الواحد والعشرين. وقد أعجبني كثيراً ما قام به أبناء أهل الوكرة حين عملوا عرضة باسم "عرضة الوكرة" وبذلك أدخلوا كل من يعيش على أرض الوكرة في العرضة وشارك الجميع فيها بكل حب وإخلاص وأحيوا منطقتهم ورفعوا اسمها. أتمنى من القبائل في السنوات القادمة إن شاء الله أن تحذو حذو أهل الوكرة وتكون العرضات بأسماء المناطق مثلا عرضة الخور، عرضة الشمال، عرضة الريان... إلخ، من مسميات والتي لدى أهلها استعداد لذلك، فبهذا سمحنا للكل بالمشاركة وأبعدنا الحساسية عن الجميع وأزحنا عن طلابنا العنصرية والتعصب القبلي الذي لا طائل منه ويعيش الجميع في ود واحترام على أرض الجميع، أرض قطر الحبيبة.