26 سبتمبر 2025

تسجيل

هل أتاك حديث "حقوق الإنسان" لدى من يدعيها؟

02 ديسمبر 2022

أكيد جدا كان تنظيم مونديال كأس العالم أكثر من تحد وطني وقومي رفعته دولة قطر، وأثبتت للعالم بما شهد به العالم من كمال التنسيق وسلامة الفرق والضيوف ومثالية الأمن المحفوظ للجميع وتوفير جميع مرافق الصحة وانسيابية المرور وقيام المترو بدوره في نقل الجماهير الغفيرة دون أي حوادث ازدحام أو تدافع إلى جانب تمسك الدولة القطرية العربية المسلمة بثوابت دينها وعروبتها دون المساس أو الخدش من أي دين أو عرق وبذلك كان المونديال كما وعد حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله، عرسا حضاريا جمع ولم يفرق وشعر كل من عاش الحدث وما يزالون يعيشونه بأنهم في أوطانهم لم يغادروها بأعلامها المرفوعة في كل مكان واعترفوا معتزين باحتضان الشعب القطري لهم ولعائلاتهم ومشاركته إياهم حماسهم وأفراحهم!. هل ما زال صوت نشاز من أصوات التشويه المخطط يجد له سامعين؟ ثم إن النفاق اليميني العنصري الغربي يحاول عبر التمويه واتهام قطر أن ينشغل العالم عن كوارث غربية في التاريخين القديم والحديث وأن ينساها الناس في عمليات تدليس الأحداث حتى يواصل ذلك اليمين الترويج لصورة نموذجية مزيفة لغرب مسيحي متسامح وملائكي أصبح اليوم ونحن في سنة 2022 أستاذا يلقي دروس حقوق الإنسان والحيوان وحتى الحشرات على "أمم متخلفة" تكتفي بالسمع والطاعة! أليست عبارة (الحروب الدينية) هي من إنتاج المسيحية وصراعاتها الطويلة والمريرة بضحاياها التي تجاوزت 10 ملايين وحدثت فيها مذابح شهيرة آخرها عام 1792 عندما أبيد شعب منطقة (الفاندي) الفرنسية (من كتاب الحروب الدينية لطلاب الثانوية) ثم حين وقعت مجاعات في أوروبا أعوام 1090 بسبب أمراض أصابت زراعات القمح ابتكرت الكنيسة طريقة تريح ملوك أوروبا من قطعان المزارعين الجياع فدعا البابا الفرنسي (يوربان الثاني) جميع الأوروبيين في خطاب شهير بكاتدرائية (كليرمون) عام للتحشيد للحروب الصليبية وقدم هذا البابا تلك الحروب كتخليص أكفان السيد المسيح في القدس من أيدي "الكفار" أي المسلمين!. ودامت هذه الحملات 200 عاما قتل خلالها 15 مليونا من جميع الأديان! ثم عاشت العقلية الصليبية كأشباح وخرافات تحرك النوازع العنصرية الى اليوم حينما نزل مناصران عنصريان الى ملاعب المونديال في قطر يرتديان اللباس الصليبي ويحملان سيفين وطبعا تم طردهما بحزم من قبل الأمن القطري اليقظ. وهل تعملون أن جرائم محاكم التفتيش في الأندلس تظل الى اليوم أفظع عمليات إبادة المسلمين بالحرق والتعذيب والتهجير في التاريخ؟ أما في التاريخ الحديث فقد شرع نابلبون منذ 1798 في الإعداد لعهد الاستعمار فيما سماه مؤرخوه (الحملة البونابرتية التنويرية لمصر والشام) والتي دامت 3 سنوات من تقتيل علماء الأزهر وافتعال قضية الهيروغليفيات وآثار الفراعنة وكانت أكبر عملية سرقة للآثار المصرية في التاريخ حيث يوجد تاريخ مصر اليوم في متحف اللوفر أكثر مما يوجد في مصر!. أما عن حربين أوروبيتين قيل لنا إنهما عالميتان فحدث ولا حرج فما بين 1914 و1918 تمت أكبر كارثة بشرية امتدت من أوروبا إلى أغلب العالم وقتل الأبرياء فيها بغاز الخرذل (30 مليون ضحية من جنود ونساء وأطفال!) ثم ما بين 1939 و1945 أعادت الأمة المسيحية الكارثة ورحنا نحن العرب والأفارقة ما بين مجند ومدني بالملايين (حوالي 50 مليون ضحية من القارات الخمس!) وحين قررت حكومة فرنسا حفر قناة السويس بإدارة (فردينان ليسبس) ذهب أكثر من 20 ألف مصري وشامي وأفريقي ضحايا ظروف عمل أقسى مما تتصورون! ثم عام 1900 حين قررت سلطات باريس حفر أنفاق المترو جلبت أيدي عاملة من أفريقيا وإيطاليا وبولندا ومات في ثلوج تلك السنوات أكثر من 12000 عامل بائس دون رحمة!. وفي الجزائر وحدها تجلت أعنف ممارسات الإبادة مما وصفه الرئيس ماكرون نفسه عام 2019 بكونه كان في مراحل الاستعمار عمليات لا نتردد في نعتها بالجرائم ضد الإنسانية! ونذكر في هذا الصدد بالمعضلة القائمة حول فظائع حرب التحرير وما قبلها بين الجزائر وفرنسا حيث تكلم الرئيس تبون منذ عامين بلهجة حادة وحاسمة في مؤتمر صحفي مشهود حين خصص الرئيس الجزائري الجزء الثاني من حديثه لمطالبة الدولة الفرنسية بالاعتذار عما ارتكبه الاستعمار من فظائع في الجزائر يبلغ بعضها مستوى الإبادة الجماعية مثل مصرع 45000 مواطن جزائري في مدينة سطيف يوم 8 مايو 1945 مباشرة بعد تحرير فرنسا من الاحتلال النازي الألماني! أو محرقة قبائل أولاد رياح عام 1846حين التجأ 5000 مواطن مسلم الى جبل بالأطفال والنساء هربا من إرهاب الجيش الفرنسي فأمر الجنرال (بيليسييه) بإضرام النار في الجبل بمن فيه وأطلق الجنود النيران على كل من ينجو من الحريق! ثم طالب الرئيس الجزائري كذلك باعتذار فرنسا عن المليون ونصف المليون ضحية وشهيد أثناء الحرب التحريرية من 56 الى 62 ثم تعويض ضحايا التجارب الذرية الفرنسية في الصحراء الجزائرية منذ 58 الى 61 حين استعمل الجيش الفرنسي مواطنين جزائريين كفئران تجارب لمعرفة تأثير قنابلهم الذرية ومات من مات منهم وبقيت تشويهات العديد منهم الى اليوم. مع التأكيد أن هذا الجيل الفرنسي ومنهم ماكرون ليسوا مسؤولين عما ارتكبه أجدادهم لكن الدولة حسب القانون الدولي والبند 37 من ميثاق الأمم المتحدة تظل مسؤولة عبر الأجيال عما ارتكب باسمها وتحت رايتها.