28 أكتوبر 2025

تسجيل

الفوز بإكسبو 2020 .. تكريم للإمارات والعرب

02 ديسمبر 2013

انتابتني بهجة مماثلة لفوز قطر باستضافة كأس العالم في 2022 قبل سنوات عندما تم الإعلان مساء الأربعاء الماضي عن فوز دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة "معرض إكسبو الدولي 2020" في مدينة دبي مطلع العقد القادم، متفوقة بعرضها على العروض المقدمة من مدن: ساوباولو البرازيلية، وإيكاترنبُرغ الروسية، وإزمير التركية. فالدولتان قطر والإمارات حققتا بذلك سبقا للأمة العربية في مضمار عالمي ليس مسموحا للدخول فيه إلا لمن يمتلك الإمكانات والمقومات والقدرة على تقديم منتج ينطوي على أفكار خلاقة ومبدعة وجديرة بالاحترام وليس نتيجة التدخل بدفع الرشاوى والأموال مثلما يحاول الحاقدون أن يبرروا هذا الفوز سواء في الحالة القطرية أو الإماراتية. وما لفت انتباهي هو أن مطلب الإمارات باستضافة هذا الحدث حظي باهتمام عربي واسع وشكل دعمه محورا من محاور اتصالات وتفاعل الجامعة العربية خلال العامين الأخيرين مع العديد من المحافل الدولية وهو ما جعل الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية يصف في بيان رسم نجاح دبي في الحصول على أغلبية المصوتين لصالح استضافة إكسبو 2020 بأنه تاريخي ويعتبره اعترافا دوليا بأهمية الدور الحيوي والفعال الذي تلعبه دولة الإمارات على المستوى الإقليمي والدولي. وقد سعيت لمعرفة المزيد من التفاصيل عن رؤية الجامعة العربية لهذا الحدث وحسبما يقول السفير أحمد بن حلي نائب أمينها العام فإن هذا الفوز هو بالضرورة تكريم لدولة الإمارات وإمارة دبي – درة الخليج العربي - وفي الوقت نفسه تكريم للعرب معتبرا أن هذا الحدث الاقتصادي والعلمي والثقافي والاجتماعي شرف للعرب وللمنطقة فضلا عن ذلك فهو يعد إنجازا واضحا لنشاط وديناميكية الدبلوماسية الإماراتية التي قادها باقتدار الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية والتي عملت بكل جهد وسخرت الاتصالات مع مختلف الأطراف والدوائر المؤثرة وعلى مختلف المستويات وكافة المحافل. ويضيف بن حلي: شخصيا حضرت كثيرا من الاجتماعات واللقاءات سواء على هامش اجتماعات الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي أو في مؤتمرات أخرى ففي الجمعية العامة مارست الجمعية العامة دورا بالغ الأهمية لحشد التأييد لدعم ترشيح الإمارات لاستضافة هذا الحدث العالمي وأظن أنها نجحت في تحقيق نتائج إيجابية على هذا الصعيد. ويلفت إلى العوامل التي اتكأت عليها دولة الإمارات للفوز بهذا الحدث العالمي الاستثنائي فهي أضحت خلال السنوات الأخيرة حلقة الوصل بين الشرق والغرب كما حققت سلسلة من الإنجازات ليس على الصعد الاقتصادية والاستثمارية فحسب وإنما على الصعد الحضارية والثقافية ومن ثم حظيت بمكانة إقليمية ودولية رفيعة المستوى كما أنها تعمل في إطار مواكبة العصر والمستجدات الحديثة التي طرأت فيه خاصة على المستوى التقني والتكنولوجي موضحا أن الإمارات أصبحت كذلك ملتقى لرجال الأعمال والشركات الكبرى والمنتديات العالمية سواء الاقتصادية أو الفكرية أو العلمية وهو ما يجعلني أقول أنه من حقها أن تحظى بهذه الاستضافة التي ستشكل نقلة نوعية لهذا البلد العربي الذي بات من رموز المنطقة بحكم ما حققه من تحولات وإنجازات جعلته في مصاف الدول الناهضة والبازغة في العالم اليوم ووفقا لما شرحه لي الدكتور ثامر محمود زيدان العاني مدير إدارة الدراسات والعلاقات الاقتصادية الإستراتيجية بالجامعة العربية فإن فوز الإمارات بهذا الحدث يأتي تجسيدا عمليا للسمعة والمكانة التي حققتها كدولة جاذبة للاستثمارات العالمية بالذات في ضوء ما أتاحته من قوانين ومناخات وبيئة مواتية ومتسقة مع المحددات الدولية في هذا الشأن تدفع إلى الشعور بالاطمئنان وهو ما انعكس بدون شك في اختيار العالم- عبر منافسة مفتوحة – لاستضافة هذه التظاهرة لأول مرة في المنطقة العربية. وينبه الدكتور العاني إلى أن ما تتمتع به الإمارات من استقرار سياسي وأمني إلى جانب طبيعة اقتصادها القائم على التعدد والتنوع والحرية والبنيان الهيكلي للدولة فضلا عن التنوع السكاني الذي يضم عناصر من كافة الشعوب والقارات يعيشون جنبا إلى جنب في تعايش نموذجي في ضوء انفتاح واسع على العالم بكل ثقافاته وضمن سياق من التوازن الدقيق لعب بلا شك دورا محوريا في أن تحقق هذا الفوز المدهش بتنظيم إكسبو 2020 مشيرا إلى أن ثمة انعكاسات إيجابية سوف تترتب على هذا الفوز في ظل طبيعة هذا المعرض الذي يحتوي على أحدث الصناعات وأحدث التقنيات في العالم والأهم من كل ذلك – كما يقول الدكتور العاني – هو أن هذا الحدث سيجعل الإمارات تستقبل الآلاف من سكان العالم الذين سيفدون إليها لمشاهدته مما سيكرس بحق سياحة المعارض التي تحقق فيها دولة الإمارات خاصة دبي نجاحات هائلة وهو ما سيكون له بدون شك مردود شديد الإيجابية على الدولة ككل وعلى المنطقة عموما. ولاشك أن الفوز بهذا الحدث – كما يضيف الدكتور العاني - حلم تتمنى أن تحققه دول عديدة ولكنه يتطلب العديد من المقومات والإمكانات التي لا تتوافر إلا في عدد محدود من الدول من بينها الإمارات التي نجحت في التفوق على منافسيها. وعندما سألته عن دور الجامعة العربية في فوز الإمارات بهذه الاستضافة لإكسبو 2020 علق بقوله: لقد سعت الجامعة عبر الكثير من المحافل والقمم إلى الحشد لهذا الحدث ففي خلال انعقاد المنتدى العربي الصيني على مستوى وزراء الخارجية خلال العام الماضي طالبت الجامعة بتأييد ترشيح الإمارات لاستضافة هذا الحدث والأمر نفسه حدث في القمة العربية الأمريكية الجنوبية التي عقدت في العام 2012 ببيرو والتي كان من بين قراراتها دعم ترشيح الإمارات وهو نفس ما حدث في القمة العربية الإفريقية الثالثة التي عقد بالكويت يومي 19 و20 نوفمبر الماضي. إن دولة الإمارات وبالذات دبي تقدم باستضافتها هذا الحدث العالمي الاستثنائي أنموذج- كما قدمت قطر من قبل – على قدرة العقل العربي على الخيال الواسع وترجمته إلى الواقع عبر قراءة صحيحة ووفق المنهج العلمي والتخطيط للوصول إلى الهدف وهو ما يمكن أن يساهم في تغيير الصورة النمطية عن العرب بوقوفهم عند الأطلال وعجزهم عن اللحاق بمتغيرات ومستجدات الزمن والذي لديه شك فعليه أن يبادر بزيارة كل من الدوحة ودبي حتى يرصد بنفسه ملامح المشهد الحضاري القادم بقوة والذي يشكل بدون شك قيمة مضافة لمشروع الأمة الحضاري الذي نتطلع إلى أن يحقق قفزات نوعية في السنوات القادمة. السطر الأخير: أخرجيني من دوائر الصمت تابعي مسيرة عشقي فأنت لدي عنوان القصيدة فاكهة حديقتي قدس أسراري ديمومة الصحو بهجة الكتابة