13 سبتمبر 2025
تسجيلالإنسان اجتماعي بطبعه وفطرته الربانية ومن تبعات ذلك ألا يعيش لنفسه وبنفسه لاستحالة أن يحقق ذاته بمفرده ودون الاستعانة ببيئته الاجتماعية وجاء الدين الحنيف ملبيا لهذا البعد الانساني من خلال نصوصه الكثيرة المبثوثة في مصدريه الأساسيين. والانسان في أطواره المختلفة تتعدد حاجاته وتتلون مسيرة حياته بألوان طيف عديدة لكل منها درجته من السعادة أو الشقاء. ويمر الانسان - كل انسان وفي كل المجتمعات - بتجارب وخبرات كثيرة منها الحاجات المتجددة كالطعام والشراب والسكن التي تصبح احيانا محل ندرة لدى البعض وهكذا حاجات أخرى دورية وأخرى مؤقتة. ومهما تكن درجة رفاهية المجتمعات فانها لا تخلو من أزمات مادية لبعض أفرادها تستدعي وقفة من أهل الخير فيها والاحسان الذين يمدون يد المساعدة والانقاذ لأبناء نوعهم من إخوة وأخوات ينتشلونهم من دائرة الحاجة والعوز الى دائرة الاكتفاء والتهيؤ ليكونوا هم أصحاب الوفاء ومد أواصر الإحسان لمن هم دونهم لتكتمل مدارات العطاء وتقل نسبة أهل الفقر والحاجة. فإنني اعلم بحالات كثيرة بعد أن كانوا يصنفون بأنهم ممن يستحقون الزكوات والصدقات صاروا هم ممن يهبون عن يد تعد هي العليا ولم ينسوا ما مروا به من فترة حرجة جعلتهم يطرقون أبواب أهل الخير والعطاء. والشرق عندما تبنت صفحة التراحم نظرت إلى الأمر بدافع من المكانة التي اكتسبتها في الساحة الصحفية وما نالته من ثقة قرائها الكرام علاوة على الدور والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسة الصحفية في المجتمع المعاصر وضرورة المساهمة فيه بالاسلوب الأمثل، فكان أن صارت الصحيفة واسطة خير بين أهل الخير والجمعيات الخيرية بلا استثناء وذلك كجهة نشر للأولى وجهة استقبال للمساعدات والتبرعات للثانية. وقد تم فتح باب المساهمة والمشاركة للجميع، فمن الجمعيات من ساهمت واستمرت واخرى لم تتواصل سوى لماما لتتوقف بعد حين. يسرنا اليوم أن ننشر قائمة جديدة من اصحاب الحاجات الذين قدموا الينا عن طريق مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية آملين أن نجد من أهل الخير وقوفهم المعتاد وتضامنهم المعروف عنهم مع اخوانهم واخوتهم الذين يمرون بظروف انسانية صعبة.