15 سبتمبر 2025
تسجيللا شك أن الفرحة التي عمت فلسطين المحتلة سواء بين أهل فتح وأهل حماس لها ما يبررها بعد إعلان الأمم المتحدة منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة، ولكنه والحق أقول لم يفرحني بل اشعرني ببعض الغضب رغم أنني إنسانة واقعية وأؤمن بأن تلك خطوة جيدة في سبيل الحصول على العضوية الكاملة التي تضمن حقوقهم التي ربما تكون مهدرة الآن، ولكنني من الذين يؤمنون منذ زمن طويل بأن فلسطين دولة ودولة عريقة جدا لها جذور وتاريخ شاء من شاء وأبى من أبى كما كان يقول الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي اغتالوه جسدا ولم يغتالوا نضاله من أجل حرية وطنه ولم افرح أيضا لأنه كما سمعنا ربما يكون هذا الاعتراف المتأخر أعواما طويلة بداية لتقديم تنازلات لا نعرفها أو تحت قناع التفاوض في الأمور الأخرى. وما يدعو للريبة والشك أن الأمم المتحدة ومنذ ان كانت عصبة أمم تعرف وتعلم جيدا أن فلسطين دولة محتلة لها كل الحقوق وان العدو الصهيوني هو الذي اعتدى، ومع ذلك ظلوا يماطلون ويصدرون القرار تلو الآخر بإدانة إسرائيل، ولكن قراراتهم علينا وعلى من شابهنا من الشعوب الضعيفة المغلوبة على أمرها. وبعودة إلى نص مشروع القرار الذي تم التصويت عليه، فقد تم منح فلسطين صفة "دولة مراقب غير عضو" في الأمم المتحدة، كما دعا مجلس الأمن إلى النظر "بشكل إيجابي" إلى قبول طلب دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر 2011. ويدعو المشروع إلى ضرورة التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين والوقف الكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. كما تؤكد فقرات المشروع على تصميم الجمعية العامة على الإسهام في أعمال الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني والتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط تنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 وتحقق رؤية الدولتين، كما تعبر عن الحاجة الملحة لاستئناف وتسريع المفاوضات من أجل تحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة. وتعهد الفلسطينيون في المشروع المذكور باستئناف عملية السلام فور التصويت على القرار في الأمم المتحدة. وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته قبيل التصويت إن الجمعية العامة مطالبة اليوم "بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين، ولهذا السبب بالذات نحن هنا اليوم". وأضاف أن "الأسرة الدولية تقف الآن أمام الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين"، مشيرا إلى أن "إسرائيل مارست التهديد" على الفلسطينيين لمنعهم من تقديم طلب الحصول على صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة. ودعا عباس العالم إلى "تصحيح الظلم التاريخي الذي ألحق بالشعب الفلسطيني"، وقال إن "اللحظة حانت ليقول العالم كفى للاحتلال والاستيطان الإسرائيليين" ومما سبق نرى أن عودة المفاوضات المتوقفة لعنف وقسوة المحتل كانت الشرط الأكبر لمنح تلك الصفة لفلسطين، ومع ذلك دعونا نبدأ من أول السطر ونقول رغم أننى لم افرح ورغم التنازلات التي تخيف، فاننى أدعو هنا من قطر المحبة للسلام والعدل الأخوة في فتح وحماس الى أن يتصالحوا ويتحدوا لما فيه مصلحة فلسطين وشعبها في الداخل والخارج، لأنه بدون هذا التوحد فلن يجدي أى قرار حتى لو كان لفلسطين صفة عضو عامل أو حتى لها فيتو، لأن الانقسام والتشرد في مصلحة العدو الذي لا يكل ولا يمل من زرع بذور الفرقة وشق الصف، وأدعو الله أن يجمع المسلمين جميعا تحت راية الاسلام وكلمة "لا اله إلا الله" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.. وسلامتكم.