28 سبتمبر 2025

تسجيل

أين الخلل في مؤسسة حمد الطبية؟

02 ديسمبر 2012

في كل صباح حين نتابع برنامج (وطني الحبيب صباح الخير) باذاعة قطر لا بد ان نستمع الى شكوى او تضجر من خدمات مؤسسة حمد الطبية ولا نعلم متى ستنتهي تلك الشكاوى وفي اي عام ستتوقف؟حتى نتوقف نحن الاعلاميين عن المطالبة بتحسين الخدمات الصحية للمواطن والمقيم في قطر. هل الخلل يكمن بتعيين اطباء لا خبرة ولا علم لهم ويتم تدريبهم وتعليمهم بالكامل بل وتخفيف كم العمل عنهم لانهم تحت التدريب حسب مقاييس المنظمات التعليمية الامريكية؟! ويتناسون ان المقاييس العالمية لا تعطي راتب موظف للطبيب الذي تحت التدريب. وغير ذلك اعطاؤهم سكنا وبدل مدارس لأولادهم.. حتى يتخرج الواحد منهم ويأخذ شهادة البورد بالمجان.. وبعد كل هذا التدريب والتكاليف التي تحملتها الدولة عنه... يترك قطر الى دولة اوروبية او امريكية ليهاجر ويعمل هناك..فما نحن إلا محطة في طريق مستقبله!! فأين يجدون بلدا يحتويهم ويوظفهم ويدربهم ويرضى ان يتدربوا على مواطنيه؟! وبدلا من ان يدفعوا بدل التدريب نحن ندفع لهم كل شيء.. ام ان الخلل في استنزاف ميزانية المؤسسة بالاهتمام بالقشور والمظاهر الخارجية. فكم مرة غيرت مؤسسة حمد شعارها وألوانه ودشنت ذلك بحفلات وتسويق اعلامي كبير ويتبع ذلك بالطبع تغيير جميع الاوراق الرسمية والنماذج والاختام وما يكلفه من اموال طائلة وفي المقابل لا تتم زيادة الأسرة او تغيير نوعية الخدمات المقدمة للمرضى! فمازال المرضى ينتظرون المواعيد بالاشهر ومرضى الطوارئ ينتظرون بالايام في قسم الطوارئ حتى تفرغ الأسرة في الاجنحة. وهذا النقص في الغرف والأسرة وصل الى مستشفى الولادة مما جعل الكثير من القطريات يفضلن الولادة في المستشفيات الخاصة. أما كان الاولى توظيف تلك الاموال في زيادة عدد الاسرة وزيادة الطاقم الطبي المدرب؟ ولماذا لم تفتتح مدينة حمد الطبية حتى الآن والتي كانت مبانيها جاهزة منذ الاسياد ٢٠٠٦؟ ويمكن بافتتاحها أن تحل ازمة الاسرة المتفاقمة. ولماذا لا توجه الأموال في استكمال الخدمات في المستشفيات المفتتحة حديثا كالوكرة والكوبي؟ ام ان الخلل في ترك الأمور للأجانب واضطهاد القطريين واستبعاد الكفاءات المؤهلة من القيادة! حتى اصبح الطبيب والمختص القطري اجنبيا في مؤسسته وبلده.. وتسرب الكثير منهم على قلتهم من العمل بعد تسليط الاجانب عليهم.. فأصبحت القلة ندرة وضاعت حقوقها بل وضاع صوتها المطالب بحقوق مواطنيهم من المرضى. ام أن الخلل في التغييرات غير المجدية في نظام المواعيد وبدل تحسينها ما زالت قوائم الانتظار تطول وتطول والسهولة في العيادات المسائية اصبحت صعوبة وتوجه الكثير من المواطنين الى المستشفيات الخاصة. كيف يمكن لمؤسسة واحدة فقط ان ترعى الصحة في جميع انحاء البلد؟ ولديها نقص في الكوادر والموارد مقابل الازدياد المطرد للسكان.. كيف لها ان تفرغ الاطباء والمختصين للتدريب والبحث؟ وهم يحتاجون كل دقيقة لتلبية احتياجات المراجعين الفعلية. ما نعرفه في الكثير من الدول ان هناك مستشفيات لتوجيه الخدمات الطبية للسكان بل وتخصيص بعضها للمواطنين حتى لا يزاحموا بغيرهم في بلدهم وهذا من حقهم. وهناك ايضا مراكز طبية متخصصة ومراكز ابحاث لأغراض البحث والتدريب وتستقبل القليل من الحالات او الحالات النادرة والمستعصية دون ان يؤثر ذلك على الخدمات المقدمة لعامة السكان لان هناك مراكز ومستشفيات اخرى تتولاها. اين نحن من ذلك؟ سيبقى هناك خلل في عمل المؤسسة ان لم تستطع ان تقيم ذاتها بعيدا عن المجاملات والمصالح الشخصية لتعود لها هيبتها واحترامها ومصداقيتها لدى الشعب القطري.