14 سبتمبر 2025
تسجيلأصدرت كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ملخص دراسة مفادها أن أبا الجعافر سيروح فيها قريباً! لأنه ظل يتناول أقراص فيتامين إي (E) يومياً لبضع سنوات، بزعم أنها توفر الحماية للدورة الدموية وتمنع النوبات القلبية، بينما هي تفعل عكس ذلك تماما على ذمة تلك الدراسة، فلجأت إلى مجلة "لانسيت" التي تصدرها الجمعية الطبية البريطانية باحثاً عما تقوله عن الفيتامينات و"المكملات الغذائية" التي توفر لك ما لم يكسبه جسمك عن طريق الغذاء الطبيعي، وكان ما قالته "لانسيت" صدمة أكبر لأنها أفتت بأن معظم المكملات وأقراص الفيتامينات تأتي بنتائج عكسية، وعوضاً عن حماية من يتعاطاها من سرطانات المعدة والقولون فإنها تسبب الوفاة بتلك الأمراض، وأخوكم – بدون فخر – ظل يتعاطى أقراص فيتامين سي ودي وإي وكيو ودبليو سي بانتظام لعدة سنوات منعا لـ"الأكسدة"، ولتنشيط الدورة الدموية. ثم كان يوم كنت أقلب فيه ملحق "البدن والروح" لصحيفة التايمز اللندنية ووجدت تقريراً يقول إن تعاطي فيتامين إيه (A) يسبب هشاشة العظام. يعني تواطأت الأطراف الثلاثة لتقول لي إنني شرعت في الانتحار منذ سنوات، وعليه فإنني أناشد القراء أن يكثروا من ذكر محاسني بالطريقة العربية. الطريقة الإسلامية هي أن تذكر محاسن من مات، وتدعو الله أن يزيد في حسانه إن كان محسنا وأن يتجاوز عن سيئاته إن كان مسيئا، ولكن الطريقة العربية هي أن تفبرك للميت حسنات لا علاقة له بها، ويكون ذلك عادة عندما يكون الميت من أصحاب الوجاهة السياسية والاجتماعية: توفي...... بعد عمر قضاه في أعمال الخير والبر، وكان حسن المعشر ونصيراً للضعفاء وكرَّس معظم سنوات عمره لخدمة المواطنين! ويقال هذا حتى لو كان المتوفى لم يبتسم في وجه شخص طوال حياته، وشوهد أكثر من مرة ينهال ضرباً على متسول مُقعد يجلس جوار الباب الجنوبي للمسجد.. وكان تمساحا وهامورا يفترس كل شيء ويظلم الناس!.. على كل حال لكل أجل كتاب، وطز في جامعة جونز هوبكنز ومجلة "لانسيت" وجريدة تايمز، فالكثير من مراكز الأبحاث الغربية تعمل لحساب أو ضد شركات صنع الأدوية.. يعني دراساتها لا تخلو من غرض، ومن ثمَّ فإن ما قالته تلك الأطراف الثلاثة نقضته أطراف طبية أخرى، (للمرة الألف أقول إن كلمة طز ليست نابية، بل تعني الملح في التركية وسبب تداولها هو أن الحكم التركي في البلدان العربية كان يعفي الطز أي الملح من الضرائب، وعليه فقد كان جباة الضرائب يسألون التاجر وماذا في تلك الأكياس أو المخزن فيقول لهم: طز فينصرفون وهكذا صارت الكلمة تستخدم تعبيراً عن الاستخفاف، واشتهر مزمجر ليبيا معمر الجزافي باستخدام عبارة: طز في أمريكا، ثم سلم رقبته لأمريكا بعد فوات الأوان فلم تهب لنجدته في عام 2011). ولكن بيني وبينكم صرت مقتنعاً بأن الأقراص لا يمكن أن تقوم مقام الغذاء الطبيعي، وفوق هذا فقد اكتشفت أن معظم تلك الأقراص المتداولة في بلداننا وذات المنشأ الأمريكي غير مجازة من إف. دي. إيه، وهي الوكالة الأمريكية المناط بها الرقابة على الأغذية والأدوية، ومن ثم فلن أتناولها بعد اليوم، وسأكثر من أكل تشكيلة من الخضراوات والفاكهة حتى أنال نصيبي من الفيتامينات التي يحتاج إليها شاب مثلي يتطلع إلى الزواج المبكر. ولكنني أعلنها للمرة الـ 7865: لن أتعاطى القرنبيط حتى لو عرضوا عليَّ الزواج بنبيلة عبيد. رغم ما يقال عن أنه سيد الخضراوات.. سأتعاطاه بشرط واحد: اختاروا له اسما لا ينتهي بالحروف "بيط"! كما أنني شرعت في تطبيع العلاقات مع الرياضة، وصرت من أنصار الجري على التريدميل (السير الكهربائي)، وأوكلت إليه مهمة العناية بقلبي والتحكم في "الضغط" وحرق الفوائض المخزونة في سنامي، وأعتقد أنه لم يخذلني. يعني صرت أتناول الكثير من الخضر والفاكهة وأمارس الرياضة ولا أجالس من يدخن مارلبورو أو شيشابورو تفاديا لتورا بورا صحية.. ولهذا فإنني أتوقع من أطباء الباطنية والقلب أن يكونوا "آخر ذوق" معي ويسمعونني جملة أشتهيها: لا داعي لمراجعة العيادة أكثر من مرة كل 3 سنوات.. خلوها كل 3 شهور. [email protected]