12 سبتمبر 2025
تسجيلتمثل معركة الموصل الدائرة حاليا قطب الرحى في تقرير المستقبل السياسي والوجودي للعراق كدولة موحدة، فرغم تحذير المجتمع الدولي والقوى الإقليمية الفاعلة من إشراك الحشد الطائفي في المعارك الدائرة بشراسة وحدة ووعد رئيس الحكومة والقائد العام العراقي حيدر العبادي بعدم زج الحشد في المعركة، إلا أن كل تلكم التطمينات قد ذهبت أدراج الرياح وتلاشت وتحولت لسراب حقيقي بعد أن تحركت قيادات الحشد وبصمت لتنفيذ أجندتها ودورها المرسوم في قواعد الحرس الثوري الإيراني التي هي وحدها من يمتلك القدرة على تحريك أو لجم تلكم القوات الطائفية، والتي هي أصلا مجاميع طائفية مسلحة يهدف المشروع السياسي والعقائدي الإيراني لتكون البداية الفعلية لتكوين (الحرس الثوري العراقي) والذي يراد له أن يكون نسخة عربية منقحة للنموذج الأصل وهو (الحرس الثوري الإيراني)! فليس سرا أن قيادات الحشد العراقي تحمل رتبا عالية في النسخة الإيرانية للحرس، وكانت تلكم القيادات من العناصر العقائدية المؤمنة والعاملة لتسويق النموذج الإيراني وكان لبعضهم مثل (أبو مهدي المهندس) نشاطات إرهابية مرعبة في الخليج العربي تحديدا من خلال إدارة وتدبير انفجارات الكويت أواخر عام 1983، ومحاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد في 25 مايو 1985، وهي التي كانت زلزالا إرهابيا حقيقيا هز المنطقة الخليجية والشرق الأوسط، كما أن حكم الإعدام الغيابي الصادر بحقه من محاكم الكويت يعتبر دليل إدانة جرميا خطيرا يجعل وجوده ضمن القيادة العسكرية العراقية أمرا مثيرا للجدل! قيادات الحشد الطائفي -وهي تمارس القمع الطائفي- تعد العدة لإدارة حرب أهلية عراقية ساخنة!