12 سبتمبر 2025
تسجيلالسباق المرير بين الفوضى والإرهاب في العراق، قد بلغ أعلى مستوياته في بلد تزحف حكومته على بطنها من الفشل الذريع!، فإصلاحات رئيس الحكومة حيدر العبادي وكما توقعنا قد فشلت رغم أنها كانت فاشلة قبل أن تبدأ، لكون العبادي أحد أفراد منظومة الفشل ومحكوم بآليات وضوابط وولاءات لا يمكنه الفكاك منها!، فنائب رئيس الجمهورية أو (القائد الضرورة) الجديد نوري المالكي بقي صامدا ولم يناله سيف الإصلاح ولا مطرقة العدالة ولا أي شيء! بل بقي يفتي بأمور السياسة والحرب وكأنه لم يفعل شيئا أو يقترف جرما!!، وكأن الجماهير التي صرخت بشعاراتها المطالبة بمحاكمته مجرد هوائم وعوالق في عرف السلطة!!، إنه العراق حيث يتزاوج الفساد بالطائفية الرثة ليشكلون خليطا عجيبا من العدمية والضياع!. وفي الوقت الذي تلعلعت فيه بيانات السلطة بحربها على الإرهاب! إلا أنها تستعين بأهل الإرهاب في مكافحة ذلك الإرهاب!! وهي حالة عجائبية في بلد العجائب والغرائب والفوضى المهلكة، فالعبادي يستقبل قادة الإرهاب الطائفي من جماعة الحرس الثوري الإيراني كأبي مهدي المهندس وهادي العامري وهما يطالبان بالأموال والعتاد لجماعة الحشد الشعبي الطائفي، وفي الوقت نفسه تشهد بغداد حملة فوضوية لإطلاق عشرات الصواريخ على مقر جماعة مجاهدي الشعب الإيراني بالقرب من مطار بغداد الدولي وبما أسفر عن مصرع وإصابة العشرات من اللاجئين الإيرانيين وتدمير منشآت وطنية عراقية وزرع الفوضى في بلد يشهد فوضى لا مثيل لها أصلا!؟، والطريف المفجع أن من يطلق الصواريخ في عمق بغداد ليس مقاتلو تنظيم الدولة ولا المعارضة المسلحة بل إنهم ميليشيا طائفية مرتبطة ارتباط السوار بالمعصم بالحليف الإيراني!! وهم جماعة (جيش المختار) الإرهابية التي يقودها الإرهابي المعمم واثق البطاط! وهذه الميليشيا كما أسلفت تأخذ أوامرها ونواهيها من قيادة الحرس الثوري الإيراني لكونها تدين بالولاء التام لقيادة المرشد الإيراني علي خامنئي!!، فقد سئل البطاط في مقابلة متلفزة عن موقف جماعته في حال اندلاع حرب مع إيران فقال أنا أحارب مع إيران ضد العراق!.والإشكالية العجيبة تكمن في إدعاء جماعة إيران في العراق بكونهم يحاربون الإرهاب بينما يفرضون إرهابهم الخاص وفوضويتهم المطلقة وتنفيذهم لأوامر أولياء الأمر في طهران في ظل عجز السلطة المركزية عن القيام بأي فعل حقيقي لحماية الناس والمنشآت أو حتى ممارسة السيادة!، فالسلطات رغم إعلانها مرات عدة عن توقيفها للبطاط!! إلا أنها لم تفعل ذلك أبدا، بل تركته يعبث ويمارس الإرهاب على طريقته بينما تتهم الأبرياء في المنطقة الغربية بتهم مفبركة ودون دليل، كما أن ممارسات السرقة واللصوصية التي تقترفها كل يوم الميليشيات الطائفية السائبة في ديالى مثلا قد جعلت من الدولة مهزلة حقيقية، أما سرقة معدات وأجهزة مصفاة بيجي بعد استردادها من مقاتلي تنظيم الدولة فهي عنوان واضح على فقدان الدولة لسيادتها وسلطتها وتحولها لمجرد (شرطي مرور) لتنظيم حركة العصابات الإيرانية والطائفية في العراق؟، فتلك العصابات قد تحولت لعصابات تمارس القتل والابتزاز الطائفي وتدير كل صنوف الفتنة الطائفية ومما جعل من حياة العراقيين من الذين هم خارج تصنيف السلطة الطائفي بمثابة جحيم مقيم، وقد أسهمت موجة الأمطار والعواصف الأخيرة في تعرية السلطة بالكامل بعد انكشاف الخلل الفظيع والفساد الكبير في مشاريع البنية التحتية المنعدمة أصلا!! مع معاناة آلاف النازحين من جحيم المعارك الداخلية في خيمهم التي تحولت لأشلاء ومعاناة بشرية حقيقية، في العراق تدير الميليشيات مهام مزدوجة وبشكل نفاقي كبير، فقادتها يدعون دفاعهم عن الشعب بينما ممارساتهم المكشوفة للجميع حولتهم لزمر من اللصوص!، وفي ظل هروب عشرات الآلاف من شباب الحشد الشعبي نحو منافذ اللجوء الأوروبية، تبدو الصورة العراقية في منتهى السوريالية الرثة، فالركاكة سيدة الموقف، والعصابات الطائفية تسرح وتمرح دون حسيب ورقيب، فهي تسرق المنشآت وتسرق رواتب الموظفين!! وتدير عمليات القصف الصاروخي في عمق بغداد لحساب النظام الإيراني، فيما العبادي مازال يتحدث عن إصلاحات وهمية!، كل شيء في العراق الراهن يوحي بحجم الكارثة المحققة للأسف.. دولة الميليشيات في أروع حالاتها الكارثية!.