20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أثناء التحاقي في برنامج الماجستير تخصص إدارة الأعمال بجامعة هال البريطانية وبسبب شغفي لعلم النفس بشكل عام، وجدت أن هناك نظرية تسمى بـ " العَقْد النفسي" في بيئة العمل تُدَرّس ضمن مادة الموارد البشرية، وكتعريف مبسط لهذا المفهوم، فهو يصف العلاقة بين المدير المباشر والموظف في بيئة العمل، حيث يمثل هذا العقد الضمني الغير مكتوب العلاقة المتبادلة بين المدير والموظف و توقعات وطموح كل طرف من الآخر، أي ما يقدمه كل طرف للآخر وما يريده كل طرف من الآخر، ويكون مبنيا على أساس من الثقة المتبادلة والشفافية والعطاء التي تحقق أهداف واستراتيجيات الجهة.وقد ظهر مفهوم العقد النفسي كمفهوم في الأدب النفسي منذ ما يقرب من خمسين عاما مضت، لفهم السلوك في المنظمات (أرجيريس، 1960). ويشير هذا المفهوم إلى أفكار ضمنية حول العلاقة بين الموظف ورب العمل وهي وسيلة للاستعداد للبدء في العمل.فعلى سبيل المثال يقوم المدير بالاجتماع مع الموظف، سواء الجديد أو القديم ويبدأ المدير في الحديث عن توقعاته من الموظف الجديد من جدية في العمل وإنجاز المهام بدقة وبسرعة، وكذلك الإبداع في وضع الحلول وتقديم المقترحات التي من شأنها تطوير العمل، ويقابل ذلك قيام الموظف بالحديث عن أحلامه وطموحه المهني مثل رغبته في استكمال دراسته، أو رغبته في الترشيح للالتحاق بالدورات التدريبية التي من شأنها تطوير مساره الوظيفي، حتى يصل الطرفان إلى اتفاق شفوي ضمني مبني على أساس من الثقة والشفافية والاحترام. إن كبريات المؤسسات التي تسعى نحو التميز والنجاح تعتمد على العنصر البشري وتضع الخطط والاستراتيجيات لرفع مستوى الأداء وزيادة الإنتاجية، كما نجد أنها تسعى دائماً إلى خلق ظروف مؤثرة ايجابياً على الموظفين، ومحاولة تجنيب موظفيها المؤثرات السلبية، وتسعى إلى المبادرة في حل المشاكل واستخدام مهارات التفكير الإبداعي، والسرعة في إنجاز الأعمال. كما قامت مؤخراً بعض من كبريات الشركات بتوظيف مستشار مهني، وهو في الأساس مستشار نفسي متخصص في الإرشاد المهني ومتخصص في أداء اختبارات قياس المهارات وتقييم الأداء في المؤسسات، حيث يعتبر هذا المقياس هاما للكشف الدقيق عن إمكانات وقدرات الأفراد، حيث تعتمده معظم الشركات في الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي. كما توفر تلك الاختبارات قياس الجوانب النفسية والسلوكية والقدرات الذاتية وسمات الشخصية الذاتية، ويكشف الاختبار أيضا عن اتجاهات الفرد وقيمه وردود أفعاله واهتماماته وغير ذلك الكثير، والأهم من ذلك يوفر هذا الاختبار تقريرا يحتوي على المتطلبات السلوكية لكل وظيفة على حدة.وفي الختام، ما أحب التأكيد عليه واقتراحه للمتخصصين في مجال التنمية البشرية هو أهمية التواصل النفسي في بيئة العمل سواء على مستوى الموظفين والمدراء والزملاء، بالإضافة إلى أهمية أن يتم شغل الموظف المناسب في مكانه الصحيح وليس لمجرد سد الشواغر.