12 سبتمبر 2025
تسجيلإن شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة36وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .. "السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ "ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ" ....وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ . " ، وفي هذا الشهر يُستحب صيام (تاسوعاء وعاشوراء ) ، قال النبي عليه الصلاة والسلام ( صيام يوم عاشوراء احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله ) ، وهناك حديث اخر ان النبي عليه السلام رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ماهذا؟ قالوا يوم صالحُ هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم ، فصامه موسى .. قال فأنا احق بموسى منكم (فصامه وأمر بصيامه).في قوله تعالى {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } جعل ارتكاب الذنب فيهن عظيماً والعمل الصالح له أجرأعظم ، فالله تعالى يعظُم من امره ما يشاء (عظم ليلة القدر على الليالي فجعلها خير من ألف شهر ، كما عظم شهر رمضان وخصه بالصيام حيث نزل القرآن في هذا الشهر ، واصطفى من الكلام ذكره ومن الايام يوم الجمعة ... فعظموا ما عظًم الله تعالى). اصطفى الله من الزمان والمكان ما شاء:قال العز بن عبدالسلام رحمه الله : وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان : أحدهما دنيوي ، والضرب الثاني : تفضيل ديني راجع الى أن الله تعالى يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين ، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور ، وكذلك يوم عاشوراء ، ففضلها راجع الى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها ) انتهى.وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صيام يوم عاشوراء ، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله . " رواه مسلم 1976 ، وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم.