12 سبتمبر 2025
تسجيل* أعتقد عندما قال الشاعر الأموي جرير قصيدته الشهيرة في مدح الحجاج بن يوسف الثقفي إنما قالها للوصول إلى بلاط الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان.. فهو الذي قال في الحجاج: هَاجَ الهَوَى لفُؤادك المهتاج فانظر بتوضِحَ باكر الأحداجِ هذا هوى شغفَ الفؤادَ مبرحٌ ونوى تقاذف غير ذات خلاجِ إن الغراب بما كرهت لمولع بنوى الأحبة، دائم التشحاجِ ليت الغراب غداة ينعب بالنوى كان الغرابُ مقطّعَ الأداجِ ولقد علمت بأن سرك عندنا بين الجوانح موثق الأشراجِ ولقد رمينك حين رحن بأعين ينظرن من خلل الستور سواجيِ وبمنطق، شغف الفؤاد، كأنه عسل يجدن به بغير مزاجِ قل للجبان إذا تأخر سرجه هل أنت من شرك المنية ناجي؟ فتعلقنْ ببنات نعش هارباً أو بالبحور وشدة الأمواجِ من سد مطَّلَع النفاق عليهم أم من يصول كصولة الحجاج أم من يغار على النساء حفيظة إذ لا يثقن بغيرة الأزواج إن ابن يوسف، فاعلموا وتيقنوا ماضي البصيرة، واضحُ المنهاج ماضٍ على الغمرات يمضي همه والليل مختلف الطرائق داجي منع الرشا وأراكم سبل الهدى واللص نكله عن الإدلاج فاستوسقوا وتبينوا سبل الهدى ودعوا النجيَّ فليس حين تناجي يارُبَّ ناكثِ بيعتين تركته وخضاب لحيته دم الأوداج إن العدو إذا رموك رميتهم بذرى عماية أو بهضب سواج وإذا رأيت منافقين تخيروا سبل الضجاج أقمت كل ضجاج داويتهم وشفيتهم من فتنة غبراء ذات دواخن وأجاج إني لمرتقب لما خوفتني ولفضل سيبك يا ابن يوسف راجي ولقد كسرت سنان كل منافق ولقد منعت حقائب الحجاج * ثم لما سنحت الفرصة للشاعر جرير ودخل بلاط الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان مدح بني أمية بقصيدته التي يقول فيها: أتصحو؟ أم فؤادك غير صاح عشية هم صحبك بالرواح يقول العاذلات: علاك شيب أهذا الشيب يمنعني مراحي يكلفني فؤادي، من هواه ظعائن يجتزعن على رماح ظعائن لم يدن مع النصارى ولا يدرين ما سمْك القراح فبعض الماء ماء رباب مزن وبعض الماء من سَبَخ ملاح سيكفيك العواذل أرحبيٌّ هجان اللون كالفرد اللياح يعز على الطريق بمنكبيه كما ابترك الخليع على القداح تعزت أم حزرة ثم قالت: رأيت الواردين ذوي امتناح تعلل، وهي ساغبة، بنيها بأنفاس من الشبِم القَراح سأمتاح البحور، فجنبيني أذاة اللوم وانتظري امتياحي ثقي بالله ليس له شريك ومن عند الخليفة بالنجاح أغثني، يا فداك أبي وأمي بسيب منك، إنك ذو ارتياح فإني قد رأيت عليَّ حقا زيارتي الخليفة وامتداحي سأشكر أن رددت عليَّ ريشي وأثبت القوادم في جناحي ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح وقوم قد سموت لهم فدانوا بدهم في مُلَمْلَمَةٍ رداحِ أبحت حمى تهامة بعد نجدٍ وما شيء حميت بمستباحِ لكم شم الجبال من الرواسي وأعظم سيل معتلج البطاح وسلامتكم...