28 سبتمبر 2025
تسجيللا شك في أن أهم وأحب نشاط في عالم الأطفال هو اللعب، وهو النشاط الوحيد الذي يقضي به الأطفال أوقاتاً طويلة دون كلل أو ملل، وقد ينسى الطفل الطعام والشراب ويرفض الذهاب للنوم في غمرة اندماجه في اللعب. واللعب لا يعدو وسيلة للترفيه يمارسها الطفل فحسب بل له أهمية كبرى من نواحٍ شتى، منها على سبيل المثال لا الحصر الجانب النفسي والتربوي، حيث يبدأ الطفل بإشباع حاجاته عن طريق اللعب، وتتفتح أمامه أبعاد العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس ويدرك من خلال اللعب وفي المراحل المبكرة من حياته أن الإسهام في أي نشاط يتطلب من الشخص معرفة حقوقه وواجباته وهذا ما يعكسه من خلال ممارسته للعب. كما يتعلم الطفل عن طريق اللعب الجماعي الاندماج مع الجماعة ومعرفة دوره فيها وتنسيق سلوكه معها، كذلك يعد اللعب نشاطاً أساسياً لنمو الطفل عقلياً ومعرفياً، وليس لنموه الاجتماعي والانفعالي فقط، فمن خلال اللعب يبدأ الطفل في التعرف على الأشياء وتصنيفها، ويتعلم تسمياتها وأنواعها على أساس لغوي، حيث يؤدي نشاط اللعب دوراً كبيراً في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين مهارات الاتصال لديه، كما أن للعب دورا مهما في نقل التراث الحضاري لكل شعب فالألعاب الشعبية تعكس صورة واضحة للنشاط الاقتصادي والاجتماعي والديني لهذا الشعب أو ذاك، فالألعاب الشعبية القطرية مثلاً مثلها في ذلك مثل كل الألعاب الشعبية للمجتمعات الأخرى تدلل وبصورة ناصعة على النشاط الاقتصادي والاجتماعي السائد وتبين نمط العلاقات الإنسانية في المجتمع القطري قبل النفط. فإحدى الألعاب الشعبية الجماعية القطرية والمسماة (بوسبيت حي لو ميت) مثلاً التي كان الأطفال الذكور يمارسونها في الماضي، والتي بالإضافة لدورها الترفيهي لها دور آخر تعليمي ومرتبط بالنشاط الاقتصادي السائد آنذاك وهو تهيئة الأطفال الذكور لاقتحام أعماق البحر وتدريبهم على كتم أنفاسهم وتعليمهم الصبر واندماجهم في روح الجماعة. ونلاحظ من خلال تحليل واستعراض العديد من الألعاب الشعبية أن هذه الألعاب تقوم بدور رياضي وتربوي وتعليمي مهم، بالإضافة لدورها الترفيهي بالنسبة للطفل. فاللعب يبقى عالم الطفل الجميل، الذي لا ينسى الإنسان مهما تقدم به العمر تفاصيله الرائعة.