12 سبتمبر 2025
تسجيلالحرب التي يشنها نظام الأسد على الشعب السوري قتلت حتى الآن نحو مليون إنسان، وجرحت أكثر من ضعف هذا العدد وشردت 14 مليون سوري من منازلهم، منهم 5 ملايين إنسان هاجروا خارج سوريا، في واحدة من أكبر الماسي العربية والإنسانية على مر التاريخ. جرائم القتل الذي ينفذها نظام الأسد الإرهابي لا تستثني أحدا خاصة الصحفيين، الذين يحاولون نقل الحقيقة للعالم عما يجري من إبادة جماعية بحق الإنسانية، وقد سجل هذا النظام رقما قياسيا مع مقتل 13 إعلاميًا وإصابة 28 آخرين خلال شهر أغسطس الماضي، ما يجعلها الدولة الأكثر فتكًا بالصحفيين والإعلاميين، ويضعها في المرتبة الأولى كأخطر بقعة في العالم لممارسة العمل الصحفي، وتنوعت الانتهاكات ضد الإعلاميين، ما بين الخطف والقتل والاغتيال والموت تحت التعذيب في السجون والقنص والموت نتيجة القصف.سأنقل بأمانة ودقة ما تقوله المنظمات السورية والدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الصحفيين، فقد حذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من أن أوضاع العمل الإعلامي في سوريا "تسير من سيئ إلى أسوأ"، في ظل عدم رعاية واهتمام كثير من المنظمات الإعلامية الدولية بما يحصل في سوريا، وتراجع التغطية الإعلامية بشكل كبير في السنة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية.وقالت الشبكة في تقرير أصدرته مطلع الشهر الجاري، إن قوات نظام الأسد، والميليشيات التابعة لها، قتلت 11 إعلاميًا، بينهم واحد تحت التعذيب، فيما قتلت القوات الروسية إعلاميين اثنين، في حين أصيب 17 إعلاميًا برصاص قوات الأسد، و10 إعلاميين بصواريخ الطائرات الروسية، واستهدف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إعلاميًا واحدًا، وتعرض 3 صحفيين للاعتقال، اثنان من أحد الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية، تم الإفراج عنهما، والثالث اعتقلته قوات "الإدارة الذاتية" الكردية، كما تعرض عدد من الصحفيين للضرب والاعتداء والإهانة والتنكيل من قوات الأسد والميليشيات الأجنبية التي تقاتل معها، ومن فصائل معارضة مسلحة أيضًا.وطالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان "المفوضية السامية لحقوق الإنسان"، بإدانة استهداف الإعلاميين، وتسليط الضوء على تضحياتهم ومعاناتهم، كما طالبت بإجراء تحقيقات مستقلة في استهداف الإعلاميين خصوصًا، ودعت مجلس الأمن إلى مكافحة سياسة الإفلات من العقاب، عبر إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأهابت بالمؤسسات الإعلامية العربية والدولية مناصرة الإعلاميين السوريين، عبر نشر تقارير دورية عن أوضاعهم والتواصل مع ذويهم، للتخفيف عنهم ومواساتهم، وشددت على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين، وبشكل خاص الإعلاميين ومعداتهم.وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، قد عدّت سوريا الأكثر فتكًا بالصحفيين في العالم، وذلك في تقرير نشرته في التاسع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، وأشارت إلى أن 10 صحفيين قتلوا في سوريا، من بين 67 قتلوا في جميع أنحاء العالم، ويزيد عدد القتلى من الصحفيين في 2015 بواحد فقط عن 2014، حيث قتل 66 صحفيا.وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 350 صحفيا قُتلوا في سوريا منذ اندلاع الثورة، فيما تؤكد منظمة "مراسلون بلا حدود" أن 787 صحفيا وإعلاميًا، قُتلوا بسبب عملهم المهني في السنوات العشر الأخيرة.نظام الأسد يقتل السوريين ويقتل صورهم ويغتال من يحاول أن ينقل معاناتهم إلى العالم، وهي جريمة كبرى تضاف إلى الجرائم التي لا تعد ولا تحصى لهذا النظام الدموي المتوحش.