01 نوفمبر 2025
تسجيلذكر الإمام الشافعي -رحمه الله- بلاغاً عن ابن عمر -رضي الله عنهما وأرضاهما- حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بلفظ "تناكحوا تكاثروا فإني أباهي بكم الأمم". وأيضا ما ذكره رب العالمين -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسعٌ عليم * وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله" .وقد جاء هذا المعنى في أكثر من حديث وهذا يدل على قول العلماء على أهمية الزواج، لما له من أثر عظيم في تحصين الفرج وغض البصر ومن ثم تحصيل صلاح القلب .ولكن ما نراه اليوم من عراقيل يضعها الأهل للزواج يخالف السنة النبوية المطهرة، ويخالف صحيح الدين الحنيف من خلال المغالاة في طلب المهور والمغالاة في تكاليف الزواج، مثل قاعات الأعراس الفخمة وذهب العروس... الخ من أمور، مما لا يقدر عليه شباب في مقتبل أعمارهم، كذلك التوقف عند عادات وتقاليد عفا عليها الزمن ما أنزل الله بها من سلطان، ولهذا وجب التيسير في أمور الزواج حتى لا يتحول الشباب إلى قنبلة موقوتة وحتى لا يتحول الكثير من الفتيات إلى نادٍ للعوانس يزيد أعضاؤه يوما بعد يوم.ولهذا توقفت ببالغ الفخر والاعتزاز والتقدير أمام الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء من موريتانيا الشقيقة، وأعطى مثالا لكيفية كون الزواج مبنيا على الشريعة الإسلامية، ويقتدى فيه بالسلف الصالح، حيث طلب والد عروس موريتانية من خطيب ابنته مهراً قوامه مليون صلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، واكتفى بهذا الطلب دون أن يطلب تكاليف مادية، وأصر والد العروس على كتابة المهر في عقد الزواج.ويحمل الخطيب شهادة جامعية عليا لكنه حاليا عاطل عن العمل، وهو ما دفع والد العروس إلى التنازل عن المهر المادي، الأمر الذي فاجأ جميع الحاضرين لحفل الخطوبة الذي تم في حي الترحيل الشعبي بالعاصمة نواكشوط، وقد أثار تصرف والد العروس جدلاً واسعا في المجالس وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تباينت ردود الأفعال بين مرحب ورافض لفكرة التنازل عن المهر، واعتبرها الكثيرون أفضل طريقة لمحاربة ظاهرة العنوسة المنتشرة في موريتانيا، ودعت مجموعات شبابية الجميع لتبني الفكرة وتأييدها وتطبيقها على أرض الواقع.وتمنع العادات الاجتماعية المرأة من الحديث في الماديات قبل الزواج وفرض شروط كالمهر والبيت والنفقة كما تحرم عليها البحث عن حقوقها المادية في حالة الطلاق، ويعتبر الباحثون أن العادات الاجتماعية من أسباب الزواج السهل والطلاق السريع اللذين يرفعان نسبة التفكك الأسري في المجتمع الموريتاني إلى مستويات قياسية.وتشترط أغلب الموريتانيات "لا سابقة ولا لاحقة وإلا فأمرها بيدها" في عقد الزواج خوفاً من الضرة، ويمنح القاضي المرأة التي يخلّ زوجها بهذا الشرط الحق في الحصول على الطلاق فورا.وبدأ عدد من الأئمة ومشايخ القبائل منذ فترة حملة لتخفيض المهور وحث النساء على قبول التعدد والتنازل عن شرط "لا سابقة ولا لاحقة" التي تتمسك به الموريتانيات، غير أن هذه الحملة لم تحقق نتائجها بعد .وأخيرا أيا كانت عادات وتقاليد هذا البلد الإسلامي الجميل وإنما نأخذ من هذا الخبر الرائع العبرة والعظة والقدوة الحسنة في تيسير أمور الزواج، بما يعود بالنفع على الجميع ويقضي على ظاهرة تأخر سن الزواج أي العنوسة، والتي تعد -من وجهة نظري- قضية أمن قومي عربي وإسلامي ولابد من حل جذري، لذا لابد من تقربنا أكثر من الكتاب والسنة النبوية، اللهم سهل أمور من يرغب في إتمام نصف دينه، وسلامتكم .