02 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استطاع الفيلسوف الفرنسي "روجيه غارودي" أن "يرى" حتى وإن لم "يشهد". استطاع أن "يعاين" حتى وإن لم "يعاصر". ليكتب، هو الذي رحل في 13 من يونيو2012، كأنه يرثي الطفل "عيلان الكردي" وغيره من المهاجرين فرارا بإنسانيتهم من الطغيان، ولا تدهشنا هذه الرؤية "المستقبلية" من مفكر كان "الغد" هاجسه، وكان أول ما كتب بعد دخوله الإسلام كتابيه: "وعود الإسلام" و"الإسلام دين المستقبل".يقول "غارودي" في السطور الأولى من كتابه "الولايات المتحدة طليعة الانحطاط" الصادر في 1998: "البطالة والطرد من العمل في بلادنا، والجوع في ثلاثة أرباع العالم، والهجرة ممرا من عالم الجوع إلى عالم البطالة. لقد بدأنا باغتيال أطفالنا الصغار، ونهيئ انتحاراً كونياً للقرن الحادي والعشرين، إذا ما استسلمنا للانحرافات الحالية في السياسة الدولية. ونتساءل: أهناك سياق واحد للأحداث نستطيع من خلاله فهم عصرنا؟ أعني: أهناك رابطة داخلية وعميقة تجمع بين كل المشكلات الدولية التي تستدعي التدخل العسكري، وتبرر دور صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والدور الأوروبي كما رسمته معاهدة مايستريخ، ومنظمة التجارة الدولية، وعودة الأصوليات الإسلامية والمسيحية واليهودية، ومشكلاتنا الراهنة: البطالة والتسريح، والهجرة، والعنف، والمخدرات؟".ومع عنوان الكتاب الذي يفصح عن محتواه، يقدم "غارودي" تفصيلا أوسع لإجابة تساؤله، وفي هذا السياق يقول: "في النصف الثاني من هذا القرن (العشرين) ماتت الآمال، بعد حربين قتلتا 80 مليون إنسان، والوهم المئوي بـ"حلم أمريكي" قد تحول إلى "كابوس أمريكي" بسبب رغبة القادة الأمريكيين في الهيمنة على العالم، والإفراط البربري في إنتاج السلاح وامتلاكه، وخبث مبدأ الليبرالية الاقتصادية المفروض على كل الشعوب. وكذلك بإسباغ صفة الشيطانية على ما أسموه "إمبراطوريات الشر" المتتابعة، كي يبرروا جرائمهم تحت زعم الصراع ضد الإرهاب".ويتابع غارودي: "في الولايات المتحدة، يموت طفل من كل ثمانية جوعا. هؤلاء المدافعون عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى الجرائم ضد البشرية في الخارج، يحتفظون لأنفسهم بأكثر الأرقام العالمية مدعاة للحزن في استهلاك المخدرات، وانتحار المراهقين، والجريمة، والفساد".وإذ يؤكد "غارودي" أننا بصدد "حرب عالمية ثالثة" ذات مظهر مختلف، فإنه ينقل عن "بول ماري دولاغورس" قوله: "وانطلاقا من هذه الأحداث، التي تدلنا على الطبيعة المشكوك فيها والمبهمة للسياسة الأمريكية فيما يتعلق بظاهرة الإرهاب، نستنتج أن هناك اعتبارات سياسية وإستراتيجية أصبحت معروفة جيدا، هي التي توجه عدوانية الولايات المتحدة ضد الحركات الإسلامية".