13 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب الأمير والتحذير من الكارثة

02 أكتوبر 2015

قليلة هي الكلمات التي تذكر الألم العربي، خاصة الفلسطيني والسوري، بوضوح في المحافل الدولية، فقد تحولت هذه المحافل إلى بؤر للحفلات الكلامية عديمة الفائدة، لكن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد ، عبر عما يجري في العالم العربي، خاصة في الدول المكلومة أكثر من غيرها، فلسطين وسوريا، وكان في غاية الوضوح وهو يشير إلى التطرف والإرهاب اللذين يحكمان الكيان الإسرائيلي بقوله: "يستمر النشاط الاستيطاني المحموم والمدان والانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى، والتي تعد دليلا واضحا ليس فقط على غياب إرادة السلام لدى إسرائيل، بل أيضا على تحكم عناصر أصولية دينية قومية متطرفة بالسياسة الإسرائيلية". انظروا إلى ما يجري في القدس! قوى دينية سياسية متطرفة تعتمد على تفسيرات حرفية لنصوص عمرها آلاف السنين من أجل تدنيس مقدسات شعب آخر واحتلال أرضه والاستيطان عليها، أليست هذه أصولية دينية؟ أليس هذا العنف إرهابا تقوم به قوى دينية متطرفة؟وإذا كان الكيان الإسرائيلي كله عبارة عن فكرة دينية توراتية أسطورية خرافية، نشأ من خلال المؤامرات، من وعد بلفور إلى الاحتلال البريطاني لفلسطين، وتسليم فلسطين لليهود بعد تشريد سكانها الفلسطينيين، فهو كيان إرهابي متطرف بالضرورة، لا يخجل قادته بمطالبة العرب والفلسطينيين بالاعتراف "بيهودية إسرائيل"، ويتنكرون لكل العهود والمواثيق كما وصفهم الله تعالى "كلما عاهدوا عهدا نقضه فريق منهم"، وقد وضع الشيخ تميم يده على الجرح عندما قال "لا يوجد شريك إسرائيلي لسلام عادل حاليا، ولا حتى لتسوية. وفي هذه الظروف ثمة واجب دولي لا يمكن التهرب منه تجاه آخر مسألة استعمارية مفتوحة في التاريخ الحديث".ولم يتردد بتحميل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار الاستعمار الإسرائيلي الإرهابي المتطرف الرافض بقوله إن "استمرار القضية الفلسطينية دون حل دائم وعادل يعد وصمة عار في جبين الإنسانية.. وإن المجتمع الدولي مقصر فيما هو أقل من تسوية عادلة، فهو لم ينجح حتى في فرض إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان".وحذر من انقلاب الأوضاع في المنطقة، لأن "الشعوب إذا وصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا يوجد حل سلمي لهذه القضية فسوف تكون لذلك نتائج وخيمة لا يمكن توقعها على المنطقة والعالم". وأن ما يجري إضاعة للوقت وتحويل الزمن إلى "قنبلة" يمكن أن تنفجر، داعيا إلى وضع حد للاحتلال والكف عن "التسويف والمماطلة والاتصالات والبيانات التي لا طائل من ورائها"، وهو كلام يبدو أن الغرب لا يريد أن يسمعه.القضية الثانية الملتهبة التي تناولها أمير قطر الشيخ تميم بوضوح هي المذبحة في سوريا والتي دخلت فيها روسيا طرفا عسكريا مباشرا، وباتت قوة محتلة إلى جانب الاحتلال الإيراني وحلفائه الشيعة في العراق ولبنان، وهو واقع حذر الشيخ تميم أنه سيولد نتائج كارثية على الشرق الأوسط والعالم "في ظل استمرار الجرائم البشعة والأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري، وتهديد كيان الدولة وشعبها، وخلق بيئة خصبة لتفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب تحت رايات دينية ومذهبية وعرقية زائفة تهدد الإنسان والمجتمع والإرث الحضاري في سوريا والمنطقة، متهما النظام السوري بـ "العبث بمفهوم الإرهاب، وتسميته المظاهرات السلمية إرهابا، بينما هو يمارس الإرهاب الفعلي". وينتقد تقاعس العالم عن التحرك لوضع حد لإرهاب نظام الأسد بقوله: "عندما يعاني شعب من حرب إبادة وتهجير، يكون أسوأ قرار هو عدم اتخاذ قرار، والخطر الأدهى هو تجاهل الخطر. إن تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ القرارات والتدابير اللازمة لإنهاء هذه الكارثة يُعَدُّ جريمة كبرى ويكشف عن فشل وعجز المنظومة الدولية ويؤدي إلى فقدان الثقة بالقانون والمجتمع الدوليين". داعيا إلى فرض حل سياسي في سوريا، ينهي عهد الاستبداد ويعيد سوريا للسوريين.من الواضح أن الغرب وروسيا وإيران يقامرون بمستقبل سوريا ولا يفعلون شيئا لوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الأسد، ولا يريدون سماع ما قاله الشيخ تميم الذي حذرهم أن الكارثة على "أبواب الجميع"، وأن النار ستحرق كل الأصابع ما لم يتم وقف التطرف والإرهاب الإسرائيلي في فلسطين والأسدي في سوريا.