29 أكتوبر 2025

تسجيل

شمخاني والأمن القومي الإيراني..؟

02 أكتوبر 2013

مع حركة التغييرات السلطوية التي اتبعت انتخاب الملا حسن روحاني رئيسا للجمهورية الإيرانية، عمد النظام الإيراني لإرسال إشارات تصالحية وانفتاحية في ظاهرها العام سواء لدول الجوار الجغرافي في الخليج العربي تحديدا أو لدول العالم أجمع عبر رسائل التهدئة والتطمين من سلامة النوايا الإيرانية بشأن المشاريع النووية الإيرانية واستعمالاتها السلمية المحضة، وبهذا الصدد فقد تم تعيين الأميرال علي شمخاني وزير الدفاع الأسبق والقائد الأسبق للقوة البحرية الإيرانية كممثل للولي الفقيه ورئيس لمجلس الأمن القومي الإيراني وهو منصب إستراتيجي مهم وحساس بدلا من سعيد جليلي، والسيد علي شمخاني هو عربي الأصل من إقليم الأحواز، وكان من مؤسسي تنظيم الحرس الثوري الإيراني منذ أيامه الأولى بعد الثورة عام 1979، كما أن السيد شمخاني لعب دورا مهما في مرحلة الحرب الطويلة مع العراق كان خلالها يتسلم مسؤولية قيادة الجبهة في عربستان، فمعارك عبادان والمحمرة والخفاجية والشوش / ديزفول وشرق البصرة وجزر محنون ثم معارك شبه جزيرة الفاو بين عامي 1986 و1988 كانت هي المواقع الحاسمة التي حسمت مصير تلك الحرب التي توقفت صيف 1988، ورغم الأصل العربي الأحوازي لشمخاني إلا أنه لا يتكلم اللغة العربية بل يفضل التعبير والتصريح بالفارسية، ثم إن الأحوازيين لا يتفاخرون به ولا يعتبرونه واحدا منهم بل إنه ووجه بحملات سب وشتائم أتبعها تراشق بالأحذية ضده حينما بعثته السلطات الإيرانية عام 2005 للتفاوض لقمع انتفاضة الأحواز في ذلك العام، شمخاني الذي يتربع اليوم على قمة مجلس أمني سامي يدير ويرسم الخطط الإستراتيجية للدولة الإيرانية وحدد محاور التدخل وتنشيط الدور الإقليمي والدولي الإيراني من الذائبين في الهوية الإيرانية السلطوية ولا يعترف بحق الشعوب غير الفارسية في تقرير مصيرها ومعادٍ بالكامل لحرية الشعب العربي الأحوازي بل يعتبر نفسه فارسيا أكثر من الفرس أنفسهم، علي شمخاني الذي شغل أدق المناصب السيادية الكبرى في إيران متورط حتى الثمالة في دماء الشعب العربي الأحوازي برغم كل الدعايات حول اعتداله وبراجماتيته إلا أنه في البداية والنهاية والمطلق مجرد جندي من جند الولي الفقيه يضعه حيث يشاء لينفذ له ما يشاء وشمخاني ليس ببعيد عن حلقات الإرهاب الكبرى لجهاز الحرس الثوري في العراق والخليج العربي والتفجيرات والمصائب التي تورط بها في دول المنطقة من دعم للجماعات الإرهابية والطائفية ومن قتل شامل للمعارضين ومن حملات للإعدام والمشانق التي تعرض لها الشباب العربي الأحوازي ومن قمع ممنهج وثابت لكل قوى المعارضة، لذلك كانت محادثاته الأخيرة مع وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي مركزة أساسا على تصفية معقل المعارضة الإيرانية في العراق مخيم أشرف ثم ليبيرتي عبر المساهمة والتخطيط مع حكومة أتباع إيران في العراق على سحق أي تواجد للمعارضة الوطنية الإيرانية وعلى تمهيد الأجواء في الساحة العراقية لهيمنة استخبارية وعسكرية إيرانية شاملة في ضوء الاستعدادات المشتركة لنظامي العراق وإيران لمواجهة أوضاع ما بعد سقوط نظام بشار الأسد في دمشق وانحسار الدور الإيراني وتأثير ذلك على الخطط والإستراتيجيات الموضوعة قيد التنفيذ في إطار إستراتيجية الهيمنة الإيرانية، وتظل اللعبة الإقليمية مستمرة.!