10 نوفمبر 2025

تسجيل

من يستحق الـ(black list)؟

02 أكتوبر 2011

ما شاء الله!..(ربعنا) مالهم حل!.. فمنذ أن بزغت شمس (الزيادات المالية) في الرواتب وتم الإعلان عنها في بداية شهر سبتمبر المنصرم والجميع منشغل (بتتبع) قائمة أسماء المحلات والجهات التي قامت برفع أسعارها فور تلقي أصحابها خبر زيادة رواتب المواطنين والدعوة لمقاطعتها بل (وتحديث) القائمة كلما انضمت جهة ما لها وتحذير الجميع من هذه المحلات الاستغلالية و(تخسيرها) حتى تعود إلى رشدها في إعادة الأسعار إلى ما كانت عليه سابقاً.. وأنا هنا لست في موضع نقد لهؤلاء الذين يبدون لي متنبهين لمحاولة استغفالهم من قبل من يبحثون هم أيضاً عن التربح ورفع سقف مدخولهم اليومي ولكني استغرب لهذه (الفزعة القطرية) في تكاتف الجهود وتكثيف (حملات المقاطعة) لهذه الجهات التي يقال ان بعضها قد أذعن لمطالب (الشعب) وأعاد الأسعار القديمة بل وتقديم اعتذار لهذه (الهفوة غير المقصودة) منه!.. وأجد نفسي أمام سؤال كبير يتعملق كلما تطايرت (البرودكاستات) بالتحذيرات من التعامل مع إحدى الجهات التي تنضم تلقائياً للـ (black list) ويُحرم التعامل معها حسب (الفتوى الشعبية) حتى تعود إلى صوابها وتعلن توبتها النصوحة!.. سؤال أجد نفسي خجلة من الرد عليه ليس لصعوبة الإجابة ولكن لخجلي من التصريح بها وقد كان الأجدى ألا يطرح هذا السؤال نفسه من الأساس وهو: ألم يكن من الأولى والأجدر أن تكون مقاطعة المنتجات الدنماركية والهولندية التي تبنت دولها الآثمة وإعلامها الدنيء رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بصور ورسومات كاريكاتورية وقصص ملفقة وسب وقذف وشتم في شخصه الكريم عوضاً عن اجتهادنا غير المسبوق في مقاطعة من يزيدون علينا حفنة قليلة من الريالات التي نستطيع أن ندفعها دون تفكير أو حتى تبرم منها؟!..ألم يكن رسولنا العظيم معلم البشرية أحق بمقاطعة منتجات هذه الدول التي كان يمكن وأكاد أجزم بأننا لو تكاتفنا كما نفعل اليوم في مقاطعة المحلات التي أعلنت عن زيادة في أسعارها فور الإعلان عن الزيادات المالية للمواطنين لأجبرنا حكومات هذه الدول نفسها على الخضوع لنا ولاهتز اقتصادها ولاحقتنا بسلسلة اعتذارات لا حد ولا مدًّ لها لمجرد أن نعاود شراء ما تصدره لنا من بضائع ومنتجات..ولكن — ولله درك يا حرف الاستدراك هذا كم تحل ضيفاً في مقالاتي — لأن هذه المغالاة في الأسعار قد مست قوت يومنا وعيالنا ورفاهيتنا ومظاهرنا، استيقظ فينا شيء من الغضب لشعورنا بأن أحدهم يستغفلنا علانية وان الحسد يعتمر في قلوب أصحاب هذه المحال التي تريد الاسترزاق من وراء ظهورنا وقد كان الرسول الكريم أحق بهذا الغضب وهذه الغيرة لأننا فعلاً قد تعرضنا لاستغفال كبير واضح وعلني من هذه الدول التي بالتأكيد تضحك علينا في صحفها وتقول (أنظروا لهؤلاء نسب رسولهم ودينهم ويساهمون في نشاط اقتصادنا وزيادة رفاهيتنا)!!.. فمن كان الأجدر بأن نعلن المقاطعة عنه ومن كان الأولى بأن نغضب لأجله؟!..ولا تقولوا وماذا كانت ستفعل مقاطعتنا لو فعلنا؟!..فهذه لغة المتواكلين الذين لا يملكون غيرة على سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام فنحن نمثل دولة من خريطة العالم ووالله لو كنا فعلناها لكانت قطر قدوة للعالم العربي والإسلامي ولتبعنا الملايين ولأجبرنا هذه الدول على الخنوع والخضوع ولتساءل العالم عن سر تعلقنا بحب من توارثنا سيرته الطاهرة ولم نشهد عصره وقد بكى علينا قبيل وفاته اشتياقاً لنا!.. هذا ما كان يجب أن يكون في الدعوة للمقاطعة ولكنها الذاتية التي نعيش في جلبابها الفضفاض وهي التي منعتنا من نجدة صورة وسمعة وكرامة رسولنا الحبيب وجرتنا كالخراف المنساقة وراء أنفسنا التي هبت كرجل واحد لمواجهة مطاعم ومحلات ودكاكين زادت في أسعارها في ردة فعل طبيعية، أما زيادة الدخل والتي عادة ما يقابلها غلاء في المعيشة حتى وإن كانت إدارة بحجم حماية المستهلك التي تعجز عن ردع هؤلاء وهذا لا يهمني حقيقة أمام خجل ووجل من مساءلة رب العالمين لنا أين نصرتكم لنبيكم وقد كان (الجبن واللبنة) أحب إليكم من مقاطعة منتجيها الذين تمادوا في قذف رسولكم وشتم دينكم والعبث بقرآنكم ومع هذا مر مرور الكرام عليكم بل وزاد من الأمر سوءاً اننا كنا الدولة العربية الوحيدة التي استضافت الوضيع (فلمنج روس) مدير تحرير الصحيفة الدنماركية الرخيصة التي كانت شرارة الخسة في تصوير سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم على انه شخص مزواج ومدعي رسالة إلهية بناء على دعوة من مركز الدوحة لحرية الإعلام هنا على أرض قطر ولمرتين أيضاً!.. فأين إسلامنا إن كنا نفهم الإسلام على أصوله؟!،،أين الخشية من سؤال الله عز وجل لنا يوم تطوى الصحف ويكلمنا الله ونخجل من الإجابة؟!..أين المقاطعة الحقيقية التي يجب أن نُفعِّلها حقاً في حق هذه الدول التي فعلت وتفعل افعالها الشائنة المهينة ومع هذا تصدر لنا ما يشبع بطوننا التي لا تميز الغث من السمين الحلال من الحرام فيما نأكله؟!!..هذا ما يجب أن ندعو له وأن نعزز صور التكاتف والتلاحم فيه وأن نستغني قليلاً عن أنانيتنا في ملاحقة من يحاول سرقة قوتنا بقلة من الريالات وقد كان وما يزال محمد بن عبدالله الأحق والأجدر والأولى والأجدى والأفضل والأمثل بهذه الملاحقة التي يجب أن تمتد حكومياً وشعبياً وأن نسطر إسلامنا بشيء من الغيرة لهذا الرسول القدوة الذي بكى علينا رغم انه لم يرنا ولم ير منا حبنا له ومع هذا نبدو متعالين ومنكرين لهذا الحب المحمدي العظيم!..كانت هذه كلمات في خاطري قلتها لئلا تكون حجة علي يوم القيامة وسامحنا الله لمن هتف وقتها لبيك يا رسول الله وفداك أبي وأمي وبطنه يكاد يئن من ثقل طعام كان ثمنه مالاً دفعناه مخيرين لزيادة التطاول على رسولنا العظيم!..من ينكر هذا فلينظر إلى مؤونة بيته وسيجد نفسه تلقائياً مطأطئ الرأس متمتماً: صدقت ابنة حمود.. غفر الله لنا!