17 سبتمبر 2025

تسجيل

بين قطر وتونس علاقات أكبر وأعمق

02 أكتوبر 2011

عبارة علاقات أكبر وأعمق هي حرفيا التي نطق بها معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر أثناء زيارته القيمة التي قام به لما سماه هو نفسه وطنه الثاني تونس خلال الأسبوع الماضي. وأكد معاليه أن الزيارة تمت بتوجيه سام من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد ومن ولي عهده الأمين حفظهما الله. ولعله من نافلة القول التذكير بما تم إنجازه خلال هذه الزيارة الأخوية المباركة من دعم أواصر القربى والتعاون والمحبة بين الشعبين الشقيقين حيث ستتحرك الحكومة التونسية بصفة أيسر وأسرع على طريق الإصلاح والتشغيل بفضل نصف المليار دولار سندات قرض بضمان قطري كريم وبفضل المشاريع الكبرى التي ستنطلق بتمويل شركة الديار القطرية وأبرزها مشروع المهدية (بن غياضة) ومشروع توزر السياحي الضخم ومشروع وسط مدينة سوسة الذي سيبعث الحيوية والحركية في قلب هذه المدينة المتوسطية الرائعة. كما أنه من المؤمل انطلاق مشروع مصفاة الصخيرة على أيدي شركة قطر للبترول الدولية بعد أن تم تعليقه لأسباب لم تعد اليوم بعد الثورة قائمة بل حلت الشفافية محل التعتيم. واستمع الرأي العام التونسي باعتزاز تلك المعاني النبيلة التي عبر عنها معالي الشيخ نحو تونس وافتخر أعضاء الحكومة التونسية بالثقة التي تحظى بها بلادنا لدى الدولة القطرية. وهو ما أكده الوزير الأول التونسي السيد الباجي قايد السبسي الذي ذكر أن دولة قطر كانت السباقة والرائدة في تعزيز الثورة التونسية ومباركة إرادة الشعب التونسي. وهاهي اليوم تقف إلى جانب تونس في مواجهة صعوبات تنموية ظرفية ستزول بإرادة الشعب وتضامن الإخوة معنا من أجل تجاوز العسر الراهن. واليوم يحق لنا التفاؤل وأكثر منه أي التحلي بروح المبادرة والتشمير عن سواعد الجد لتحقيق ما اتفق عليه الجانبان القطري والتونسي من معاهدات واتفاقيات تشمل كافة قطاعات الاقتصاد والمشاريع الكبرى وتعاون المؤسسات المصرفية والتأمينية والجمركية والخدماتية بين البلدين وتشمل أيضا مختلف مجالات السياسة والقضاء والإعلام والتعليم والمنظمات الاجتماعية وكذلك التعاون في الميدان العسكري والأمني. هذه المجالات التي تم إقرارها بين الجانبين على مدى اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين الحكومتين. ولا شك في أن هذا التعاون الثنائي مرشح لما سماه معالي الشيخ الانتقال إلى مرحلة أكبر وأعمق. فتونس تحظى لدى قيادة قطر بثقة غالية وهي رصيد ثمين يجب الحفاظ عليه ودعمه خاصة في عهد ما بعد الثورة التونسية وما بعد انتخابات 23 أكتوبر القادم. فالجالية التونسية العاملة في دولة قطر منذ عقود أكدت لإخوتنا القطريين أن التونسي يتحلى بالكفاءة والأمانة ويبذل قصارى جهده لأداء رسالته وتبييض وجه تونس بسلوك أخلاقي ومهني يشرفه ويرفع من مكانة بلاده في وطنه الثاني الذي أواه ومنحه كل حقوقه ووفر له ولأسرته وعياله حياة كريمة ودراسة راقية وتأمينات ضد المرض وضد غوائل الدهر. ولعل كل هذه الجسور الراسخة المؤسسة بين البلدين هي التي ستضاعف من أعداد المواطنين التوانسة العاملين في دولة قطر حيث التزمت الدولة التونسية بإعدادهم الإعداد الجيد قبل حلولهم بالدوحة من حيث التعرف المسبق على عادات الشعب القطري الشقيق وتقاليده وقوانينه وتشريعاته إلى جانب تقوية معرفتهم باللغة الإنجليزية ومهارات المهن التي سيمارسونها حتى تكون المدة التي يقضونها في قطر مرحلة متميزة من العطاء والتعاون وربط أواصر المودة. إن عهد إغلاق السفارة التونسية وقطع العلاقات بين البلدين لأسباب مزاجية قد مضى وانقضى مع النظام التونسي السابق وجاء عهد المسؤولية والارتفاع بالعلاقات القطرية التونسية إلى الدرجة العليا التي تستحقها لأن قطر بفضل دبلوماسيتها الجريئة ومواقفها الرائدة أصبحت بشهادة الجميع منارة عربية وإسلامية تهتدي بها الشعوب العربية والمسلمة لتدشين عصر الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان. وقد أثبت التعاون القطري التونسي في مساندة إرادة الشعب الليبي أن تنسيق الجهود بين الحكومتين وبين منظمات البلدين يؤتي أكله الكريم لفائدة كرامة المواطن الليبي وسيادته على مصيره. فاليوم يعتز التونسي العامل في قطر بأن سفارة بلاده مفتوحة بالدوحة وأن علم تونس يخفق فوقها وعلى رأسها أحد الدبلوماسيين المتميزين المتحمسين لإنجاز مختلف ميادين التعاون والتكامل والتضامن بين الشعبين.