26 أكتوبر 2025

تسجيل

أبناؤنا وأخلاق الحرب

02 سبتمبر 2019

أبناؤنا وأخلاق الحرب، ليست كل الحروب حروبا تقليدية بل هناك حروب اقتصادية وإلكترونية وإعلامية. والحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في الفترة بين أربعينيات وتسعينيات القرن الماضي أكبر دليل على صحة هذا الكلام. هل ما يمر بنا في دولة قطر يرقى إلى درجة حرب؟ من وجهة نظري وإن تمكنت حكومتنا الرشيدة من الحيلولة دون نشوب حرب جسدية، فإننا لا نزال نواجه حروبا اقتصادية وإلكترونية وإعلامية، خطورة هذه الحروب تكمن في طول مدتها ونخرها في الجسد ببطء. سؤالي في هذا المقال هل يدرك أبناؤنا ذلك؟ ما حدث في الفترة الماضية من حضور مجموعة من القطريين لحفلة راشد الماجد يدل على أن لدينا شريحة من الشعب غير واعية لخطورة الظروف التي نمر بها وحجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد بالحفاظ على نفسه أولاً وعدم ترك نفسه أو موقعه أيا كان مدخلاً ليؤخذ ضد دولته التي ربته ورعته وأكرمته. أرجو ألا يفهم من كلامي أنني ضد شعوب دول الحصار أو المحافظة على علاقات سليمة مع أصدقائنا وأفراد عوائلنا والمسالمين من شعوب دول الحصار، ولكنني مع الحفاظ على مسافة صحية سليمة تحمي الإنسان القطري وحكومته، وعدم السفر إلى دول الحصار إلا للضرورة القصوى، حيث إن ما يلحق بالضرر بالمواطن القطري يلحق بالضرر بحكومته، ومع تثقيف أبنائنا بأخلاق الحرب، وأن أخلاق الحرب تختلف عن أخلاق السلم، وليس من الحكمة عدم مراعاة حساسية الموقف لبلدنا في هذا الوقت من الزمان. لا أحد يستطيع التنبؤ بمدة هذا الحصار، ولكن علينا الاستعداد لطول مدة هذه الحرب الباردة. الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي لم يكن فيها عنصري الجيرة ولا الأخوة، مما يجعل إدارة هذا الحصار دقيقة للغاية، إدارة تستوجب محاولة الحفاظ على أواصر الأخوة والجيرة وبين حماية الحدود، الإلكترونية والإعلامية والاقتصادية للبلاد وتحقيق نجاحات مستمرة على كل الأصعدة لضمان ترجيح كفة نصر قطر في هذه الحرب. يجب أن يعي الفرد القطري حساسية موقف الدولة ويجب أن يعي ويقدر مسؤوليته في هذا المضمار، تثقيف الجيل بضرورة الحفاظ على مسافة صحية سليمة والابتعاد عن ما من شأنه أن يحسب على دولته ضرورة في هذه الفترة: الاحتياط، والحيطة، والحذر، وتقدير المهم والأهم، والاحتراس من الخديعة، واليقظة والانتباه. مفاهيم يجب أن يوعى بها الجيل، وهذه التوعية هي مسؤوليتنا جميعاً بحيث يفهم أبناؤنا بأن أخلاق الحرب تختلف عن أخلاق السلم. ودمتم سالمين [email protected]