15 سبتمبر 2025

تسجيل

اللوبي الإيراني - السوري في الكويت ومصير نظام دمشق ؟

02 سبتمبر 2013

للوبي الإيراني في دولة الكويت وجود تاريخي فاعل و منظم يفصح عن نفسه إعلاميا وسياسيا ويرسخ تواجده بسبب حالة التسامح السياسي و الإنفتاح التي توفرهما الحكومة الكويتية لعموم الكويتيين في ظل مناخ معروف من الشفافية وحالة مستقرة من السلم الأهلي ، فالسياسة الكويتية كانت ولا زالت وستبقى منفتحة على كل الأفكار و التوجهات و لا تعاني من عقدة وعقيدة التعصب و الإنغلاق ، بل تؤمن إيمانا صميميا وواضحا بالحق في التعبير عن الرأي بكل شفافية ووضوح ، فالرأي يبقى قبل شجاعة الشجعان كما قال المتنبي قبل قرون، وبسبب الواقع الديموغرافي و السياسي الخاص في الكويت فقد كان لجماعات المصالح الإيرانية فيها دور ملموس في المشهدين الإعلامي والإقتصادي و السياسي أيضا بحكم طبائع الأمور ، ومنذ بداية إنطلاقة الثورة الشعبية السورية في ربيع عام 2011 شهد اللوبي الإيراني / السوري في الكويت نشاطا ملحوظا في العداء لها وفي الإصطفاف الواضح و العلني خلف قيادة النظام السوري مرددين خلفه حينذاك شعاراته و تبريراته المتهافتة، بأن ما حصل في درعا أولا ثم إمتداده لبقية المدن السورية مجرد حالات تمرد و تخريب محدودة ستتلاشى آثارها بعد حين ، وكانت مواقف بعض نواب مجلس الأمة الكويتي السابق معروفة بتأييدها العلني لنظام ومنهج بشار أسد حتى أن النائب السابق المبطل عبد الحميد دشتي وهو أحد رموز اللوبي الإيراني / السوري في الكويت لم يتردد عن التنديد و التعريض بمن يعارض بشار و نظامه بل ورفع مسودة الدستور السوري في قاعة عبد الله السالم وهو يشيد بفضائله!! هذا غير تعريضه العلني بقيادات خليجية كالسعودية والبحرين وغيرها و تمجيده العلني و المستمر بممارسات النظام السوري! ، وكان أبرز المواقف التي برزت في تأييد بشار هو موقف رجل الدين محمد باقر المهري و الذي هو في نفس الوقت ويا لغرابة الأوضاع وعجائبية الظروف ( أحد مؤسسي المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق عام 1981 )!!، وهو المجلس الذي أسسه الخميني بهدف تحويل العراق لدولة دينية على النمط الإيراني وهو اليوم يحكم العراق أيضا!! وتلك قضية أخرى ومختلفة!! المهم فقد أشيع إعلاميا وقتها بأن محمد باقر المهري قام ووفد يرافقه في منتصف عام 2011 بمقابلة رئيس النظام السوري بشار أسد وفي ذلك اللقاء أعرب المهري عن إعجابه بحكمة وشجاعة القيادة السورية و رئيسها مؤكدا له أيضا بأنه ( قد حلم به وهو يمتشق سيف الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ( ذو الفقار ) ويضرب به أعداءه )!!! وقتذاك إنتشرت هذه الرواية في الشارع الكويتي و كتبت حولها بعض المقالات الساخنة وصمت المهري عن نفيها أو تأكيدها! إلا أنه بعد أكثر من عام نفاها و بشكل مقتضب!!، ثم دخل في مرحلة صمت إعلامي وسبات عن التصريح بالمواقف إمتد طويلا قبل أن يكسر قبل أيام هذا الصمت و يعلن يوم 29 أغسطس المنصرم وبعد إعلان دولة الكويت عن ضرورة محاسبة النظام السوري ومعاقبته دوليا على جريمته الكيمياوية في غوطة دمشق عن رفضه لهذا الموقف الرسمي الكويتي الذي لا يصب في صالح المصالح الكويتية!! كما قال!! متناسيا بأن تلكم المصالح لا يحددها هو ولا تياره و لا أي فئة أخرى بل أنها ترسم بناء على معايير و أسس ليس متخصصا بها و لا يمكن بالتالي أن يحددها من خلال أحلامه أو مواقفه الشخصية أو إرتباطاته العقائدية وعضويته في مجلس آل الحكيم الإيراني الأعلى ؟!! ، فالمهري قد قلب الدنيا حينما نسب للنظام العراقي السابق إستعماله للسلاح الكيمياوي في حلبجة الكردية عام 1988 ولكنه يبارك للنظام البعثي السوري نفس الجريمة وضد شعبه!! و بطريقة إرهابية لايقبلها دين و لا مذهب!! ، و المهري قد صمت دهرا عن التصريحات و الفاكسات لينطق كفرا بواحا صريحا، فالنظام السوري يقتل شعبه بمختلف الوسائل منذ ما يقارب الثلاثة أعوام بمختلف الأسلحة! ومع ذلك فإن مناظر الجثث السورية المتراكمة لم تقض مضاجعه أو تهدد أحلامه الوردية! ، كما أن مصرع الأطفال بغازات صديقه بشار أمر لم يثر حميته أو نخوته الإنسانية!! ، والمهري يراقب توسع الصراع في بر الشام ولم يجرؤ على إنتقاد مواقف حزب الله الإيراني اللبناني ولا كتائب الحرس الثوري ولا العصابات الطائفية العراقية في مساندة قوات البعث السوري و قتل السوريين و التدخل في نزاع داخلي لن يعنيهم! إلا إذا إعتبرنا سوريا وقد تحولت لمحمية طائفية إيرانية و إن بشار أسد قد تحول ليكون وكيلا للولي الإيراني الفقيه في الشام !! فعند ذلك تأخذ الأمور منحى آخر!! ، وإعتراضات النائب السابق حسين القلاف و محمد باقر المهري و غيرهم من الذين نعرف وتعرفون من أهل اللوبي الإيراني في الكويت على السياسة الكويتية لا يمكن أن تكون بديلا لمواقف الحكومة الكويتية الملتزمة بالقرارات العربية و الدولية وبرؤيتها الإنسانية الرافضة للظلم والعدوان ، خصوصا و إن الشعب الكويتي قد مر بمحنة الإحتلال العسكري القاسية ويعرف تماما طبيعة قمع النظام البعثي الفاشي لشعبه وهو بالتالي لايحتاج لمنظرين وفلاسفة يباركون الإجرام ويدافعون عن إرهاب الدولة ويخلطون المواقف و الملفات ، الحكومة الكويتية تعرف مواقع أقدامها جيدا وهي بالتالي لايمكن إلا أن تنحاز للحق والمنطق والعدالة بصرف النظر عن أية إعتبارات أخرى، أما أهل اللوبي الإيراني / السوري في الكويت فعليهم مراجعة مواقفهم والتمعن جيدا في مبادئ الثورة الحسينية الخالدة التي يقوم بها الشعب السوري وإعادة قراءة المبدأ الإستشهادي الشهير ( يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم )!! والتمعن جيدا في حقيقة إن ( السيف لا يمكن أن ينتصر على الدم )!!.. أما نظام البعث السوري فمصيره كمصير كل الطغاة... لمزبلة التاريخ.. وحياكم الله...