15 سبتمبر 2025
تسجيللكل صورة جوانبها، ولكل جانب حكاية، ولكل حكاية فكرة كتبت بأنامل من رسم اركانها، قد تكون تلك الحكاية رائعة وقد تكون بائسة ولا تحرك منا شيئاً. حينما تنظر للصورة من جميع الجوانب تجد بعض العيوب التي قد نستطيع معالجتها، ولكن ان رسمت بعلقلك تلك العيوب وصَعَبت معالجتها هنا بلا تردد ستكون الصورة فاشلة. إذن النظرة للاشياء تختلف من شخصٍ لاخر، قد ارى تلك اللوحة جميلة وقد تراها مليئة بالعيوب (رغم جمالها وخلوها من العيوب)، ان جمال النظرة هي السبب لاختلافنا في ابداء ارانا حول مانراه، هناك من اعتاد ان لا يرى جميلاً، وان رأى لابد ان يقوم باخراج الف عيبٍ فيه، ليست هكذا النظرة، بل يجب ان تجعل نظرتك رائعة حول ماتراه عيناك، لا ادري اهل هذا مرضٌ قد احاط بصاحبنا ام انه قد تعقد من نظرته لكل ما حوله؟ حينما تصعب عليك رؤية الاشياء الجميلة هنا للعقل دور كبير في تفسير ما انت فيه، هناك حاجب بين عقلك واستيعابه لما تراه وبين رؤيتك لما امامك وهو بكامل جماله، إذن لابد من مراجعة العقل بتدبر ومسح الغشاء الذي قد وضعته امام عينيك مما لا يسمح عليك برؤية ما حولك.. قد يكون للانانية دور كبير فيما انت عليه مثال (منذ ان كنت صغيراً لعبت الانانية دورها في حياتك، فأصبحت تكره اشخاصاً ناجحين، وبلا شك كرهك لهم جعلك تطيل النظر اليهم وتحاول فيما بينك وبين عقلك ان ترسم لوحة مليئة بالعيوب نحو ما تراه، فاصبح الجمال لديك قبحاً، وانانيتك زادت يوماً بعد يوم الى ان اصبحت اليوم في وضعٍ يرثى له، وتشعر بالاحباط ان وصفت صاحب الشيء الجميل بالانبهار والجمال، تشعر انك قد ضعفت امامه، لذلك اصبحت كلماتك كلها في حقهم (انهم ليسوا كما يرونهم الناس وان نظرتك لهم هي الصواب). هذه النظرة اللامعقولة جعلت منك شخصاً ضعيفاً يحترق كل يوم الف مرة، حالتك يصفها الطب بالحالة النفسية التي قد تحتاج لجلسات طويلة كي تتشافى، نظرتك للجميل وتحوله بعينك قبيحاً ماهو الا حاصل اناني فكري قد تعودت روحك عليه، وان لم تريد ان تعالج اساسيات وجودك بين الناس فستخسر اكثر مما تكسب، لانك لا تريد ان ترى ماحولك على حقيقته فتزور الحقيقة بالخيال، ويلعب الخيال بك الا ان تصل الى البعيد الذي قد نحكم ان العودة منه يكون محالاً او شبه محال، ترى الحقيقة بنظرتك الباطنية او المزاجية وحسب الظروف التي تمر بها، ريثما حاول الكثير التغلب على هذا المرض لكن نسأل الله العافية. متى ستتحرر من هذه النظرة: عندما تجاهد نفسك وتقاومها وترغمها ان ما امامك فعلاً قابلا للمدح، فتقول الحقيقة وتعترف وتعطي للشيء احقيته في الاطراء، وتجاهد نفسك وتغلب الانانية، من هنا ستتحرر من المرض الذي يكمن بداخلك ولا تحتاج الاتصال (بالمستشفى النفسي او حجز موعد ). لحظة: تذكر ان جمال الاشياء يعتمد على كيفية نظرتنا لها. بصمة حب: نظرت اليك فرأيتك ملاكاً على صورة انسان، ولمحت صفاتك فوجدتها كالماء النقي، ثم اعدت النظر لقلبك فوجدته كقلب طفلٍ صغير، هي نظرتي لك التي لن تتغير ابداً بل تتجدد يوماً بعد يوم واتباهى بك امام الخلق.