13 سبتمبر 2025
تسجيلالإرهاب ليس صناعة عربية أو إسلامية ذلك سلوك عدائي وعنيف منشأه قد يعود إلى البلاد الغربية التي ظلت تعاني من حروب متواصلة في العصور الوسطى وامتدت حتى العصر الحديث وانتهت بالحرب العالمية الثانية، ولنا أن نتخيل الأثر النفسي السالب الذي ينتجه الصراع في بيئات تعرضت لاختراقات سلوكية وقيمية رهيبة ومتواصلة، حتى أصبحت حاضنات للجريمة بشتى أنواعها.قفز الغرب على الإرهاب هو تطور إيجابي عظيم ومفيد للبشرية جمعاء، ولكن ذلك لا يعني تخلصه من الجينات الإرهابية تماما فهناك راديكاليون ومتطرفون عنيفون وعدائيون بشكل واسع ولكن جزءا كبيرا منها في حالة كامنة، وبالتالي لا يمكن للغربيين الزعم ببراءتهم من الإرهاب ودمغ الآخرين، وتحديدا العرب والمسلمين به، فيما هناك عوامل كثير تصنع هذه الجريمة، وأخطرها العامل الصهيوني الذي يمكنه أن يفعل كل شيء لتحقيق أهدافه وهو عامل مؤثر ونافذ في العقل الغربي، بل ويمكن أن يقوده إذ إنه يسيطر بصورة واسعة على العملية السياسية والحركة المالية ووسائل الإعلام.في صحيفة ذي جارديان صرح مدير سابق لجهاز الاستخبارات البريطانية مؤخرا بأن الحكومة والإعلام بالغا في تقييم تهديد الإرهاب الإسلامي بإعطاء المتطرفين دعاية يمكن أن يكون لها نتائج عكسية"، ويرى هذا المسؤول الأمني الرفيع أن تغييرا جوهريا حدث في طبيعة "التطرف الإسلامي" منذ الربيع العربي، شكل معضلة سياسية كبيرة في الشرق الأوسط كان تأثر الغرب بها هامشيا. في الحالة الإرهابية لا يمكن أن نتعامل بشكل انتقائي أو جزئي، لأن التطرف والمتطرفين يتعاملون بشكل قاطع، فهم على سبيل المثال، يرون أن الدولة فاسدة بحيث لا يرون فيها صلاحا، ويرون المجتمع منحرفا بحيث لا يرون فيه استقامة، ويرون الأفراد ضالين بحيث لا يرون فيهم هداية وهكذا، فإنهم يعملون على تنفيذ مهمات تدميرية شاملة لا يهم فيها كم عدد الضحايا بقدر ما يهم النتائج التي ترهب الدولة والناس.في حرب أمريكا على العراق، مارست القوة العظمى نوعا من الإرهاب والوحشية القاتلة كانت نتيجتها مقتل نحو مليونين وتشريد أربعة ملايين وضياع أمن البلاد واستقرارها وثرواتها، وكان الأمريكان يمارسون دورا ذا طبيعة دينية راديكالية متطرفة بزعامة المحافظين الجدد ومن ورائهم اليهود الذي يرون في تدمير العراق بأي حجة نصرا إلهيا، وذلك يفسر ماهية ونشأة الإرهاب، ونضع نقطة في آخر السطر.