17 سبتمبر 2025
تسجيل* ما أكثر الناس الذين يعشقون القيل والقال دون ملل أو تدقيق.. لذا قال فخر الدين الرازي: نِهايَةُ إِقدام العُقولِ عِقالُوأكثرُ سَعي العالمينَ ضَلالُولم نَسْتَفِدْ من بَحثنا طُولَ عُمرناسِوَى أَنْ جَمَعنا فيهِ قيل وقالوا * وقال الحافظ الحميدي المتوفي سنة 1907م:لِقاءُ الناسِ ليس يُفيد شيئاًسِوَى الهذيانِ من قيلٍ وقالِفأَقلل من لقاءِ النَّاسِ إلاَّلأَخْذِ العِلمِ أَوْ إصلاحِ حالِ * أما أبو العتاهية فيقول في هذا الباب:أَيَا مَنْ عَاشَ في الدنيا طويلاًوأفنى العُمْرَ في قيلٍ وقالِوأَتْعَبَ نَفْسَه فيما سَيَفنىوَجَمَّعَ من حَرامٍ أَوْ حلالِهَبِ الدنيا تُقادُ إليكَ عفواًأليس مَصيرُ ذلك للزَّوَالِ * وقال عبدالله بن طاهر قصيدة مطلعها:مُدْمِن الإِغضاءِ مَوْصُولُومُديمُ العَتْبِ مَملُولُوقد افتخر في هذه القصيدة بأشياء منها أن أباه هو الذي قتل الأمين.. فأجابه أبو الأصبع المسلمي بقصيدة مطلعها:لا يَرُعْكَ القَالَ والقيلُكُلُّ ما بُلِّغْتَ تَجميلُ أصيد مني للدراهم* قال الأصمعي: كنت عند الرشيد إذ دخل عليه إبراهيم الموصلي فأنشده:وآمِرَةٍ بالبُخْلِ قُلتُ لها اقصريفليس إلى ما تأمُرينَ سَبيلُفِعالي فِعالُ المُكثرينَ تَجَمُّلاًومالي كما قد تَعلمينَ قَليلُوكيفَ أَخافُ الفَقْرَ أَوْ أُحْرَمُ الغِنىورأيُ أميرِ المؤمنينَ جَميلُ* فقال الرشيد: لله أبيات تأتينا بها، ما أحسن أصولها وأبين فصولها، وأقل فضولها، يا غلام أعطه عشرين ألفاً، فقال إبراهيم الموصلي: والله لا أخذت منها درهماً.. فقال الرشيد: ولم؟قال: لأن كلامك والله يا أمير المؤمنين خير من شعري.. فقال الرشيد: أعطوه أربعين ألفاً.. فقال الأصمعي: فعرفت أنه أَصْيَدُ لدراهم الملوك مني.. (انظر كتاب طرائف ونوادر للدكتور نايف معروف)..وسلامتكم...