03 أكتوبر 2025
تسجيلكان المؤتمر العالمي الذي انتظم في روما يومي 27 و 28 يونية2021 تحت شعار: "التحالف الدولي ضد الإرهاب" بحضور وزراء خارجية وداخلية عديد الدول من بينهم السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة ووزراء حكومات الاتحاد الأوروبي، وكانت أبرز المشاركات العربية تتمثل في نائب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بفضل المداخلات الهادفة التي قدمها والاقتراحات البناءة التي تقدم بها لنظرائه وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية، بل واعتمدت بعضها كوثائق للمؤتمر وضعت على ذمة المشاركين. ونموذج واحد من الصحافة العالمية يكفي لأن ندرك مدى تأثير الدور القطري في هذا المنتدى الدولي، حيث قالت صحيفة (أل موندو) الإيطالية إنه منذ انطلاق الثورات العربية ضد الاستبداد وخاصة في سوريا كان التأييد القطري والتركي لطموحات الشعوب صادقا وحاسما، من أجل تغيير أساليب الحكم الشخصاني القديم وإفساح المجال أمام الطاقات الشبابية الحية للعب دور سياسي واقتصادي في دولهم، لكن سرعان ما استغل التطرف الأعمى مناخ الفوضى في سوريا والعراق فبرزت ظاهرة داعش وتوسعت في عديد البلدان المشرقية والمغاربية، وأصبحت تستقطب يأس بعض المغرر بهم من الشباب العربي والمسلم، ووجب اجتثاثها بتضافر الجهود، وكانت دولة قطر في الحقيقة أول من دعا إلى توحيد الجهود الدولية في تحالف ضد الإرهاب مع دعوتها الى "مؤتمر دولي لتحديد المعنى الحقيقي للإرهاب حتى لا يقع غش الرأي العام العالمي بالخلط بين الإرهاب وبين حركات التحرير المشروعة"، ولعل السبب الرئيسي لهذا الحضور القطري الفاعل والمتألق هو ما تتميز به الدبلوماسية القطرية منذ عقود من استقرار سياساتها الخارجية على جملة من المبادئ الأخلاقية والقيم السلمية، وارتكازها على بنود القانون الدولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة والتي تعتبر الإرهاب مرض العصر الخطير وانحرافه الأكبر، وتحض الدول على مقاومة كل أشكاله المهددة للأمن العالمي، وبهذا الرصيد المشرف شاركت دولة قطر في المؤتمر الوزاري للتحالف الدولي ضـد تنظيم داعــش والــذي عـقـد في رومــا، وتــرأس الوفــد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي تعزز بتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، حفظه الله، فتوجه بالشكر للدولة الإيطالية لإتاحة الفرصة لدولة قـطـر لـلـحـديـث عـمـا تــم إنـجـازه من جهود مشتركة نحو هزيمة تنظيم داعــش، مـؤكـداً على الـحـاجـة المـلـحـة لـتـعـزيـز الـتـعـاون الأمــنــي وتـوسـيـع نطاقه، بالإضافة إلـى زيـادة جهود بناء الـقـدرات مع البلدان التي لا يزال تنظيم داعش يمثل خطراً قائماً أو متزايداً فيها. وقدم الوزير شرحا لاستراتيجيات ومناهج مكافحة الإرهــاب والـتـطـرف في دولة قطر، مـؤكـداً الـتـزام دولـة قطر الــراســخ نـحـو رســالــة الـتـحـالـف وأهـــدافـــه، كـمـا بين الــــتــــزام دولـــــة قـطـر بـمـواصـلـة الـعـمـل لـدعـم جـهـود إعـادة تأهيل وترحيل المقاتلين الأجــانــب وأفــــراد أســرهــم إلــى بلدانهم الأصلية، مبيناً أنهم ما زالـوا في نطاق التعرض لخطر التأثير الراديكالي مجدداً، كـمـا أكــد دعــم دولــة قـطـر الـثـابـت لـلـجـهـود الـدولـيـة والأممية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفـقـا لـبـيـان جـنـيـف الأول 2012 وقــــرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وقــال إن الـوقـت حــان للعمل بطريقة مختلفة بـعـد أكـثـر من 10 سنوات من المآسي الإنسانية ومعاناة الشعب الـسـوري الشقيق، ولبحث الـفـرص والمـبـادرات التي يمكن أن تساعد على تسوية الأزمة السورية وفق قرار مجلس الأمن 2254، وثمن الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لسوريا لدعم المــســار الـسـيـاسـي والـتـوصـل إلــى تـسـويـة سـيـاسـيـة لـلأزمـة الـــســـوريـــة، مشددا عــلــى ضــــــرورة الــعــمــل عـلـى تحديد موعد محدد للانتهاء مــن صــيــاغــة دســتــور ســوري جديد، وذلك للتمهيد للانتقال إلـــى المــرحــلــة الــثــانــيــة والـتـي تـتـضـمـن إجــــراء الانــتــخــابــات وفـقـا لـلـدسـتـور الـجـديـد، وأكـد على أن تخفيف حدة القتال والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ومحاربة الإرهاب بالإضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية لـجـمـيـع المـنـاطـق فــي ســوريــا يـمـكـن أن يـسـاهـم في تهيئة الأجواء لمسار سياسي والتوصل إلى حل ينهي معاناة الشعب السوري، كما شدد على ضرورة ضمان البيئة المناسبة لوصول المساعدات بشتى أنواعها إلى محتاجيها في جميع مناطق سـوريـا دون استثناء وفقا لـقـرارات مجلس الأمــن لاسـيـمـا الــقــرار رقــم 2533 المعني بالمعابر الحدودية، وبـين أن جـائـحـة كوفيد - 19 أتاحت فرصة لمراجعة وإعـــادة تـقـيـيـم اسـتـراتـيـجـيـات مــكــافــحــة الإرهـــــاب والــتــطــرف، مــؤكــداً الــتــزام دولــة قـــطـــر الــــراســــخ نـــحـــو رســـالـــة التحالف وأهدافه، ومن جهة أخرى غــــرد الــشــيــخ مـحـمـد بـن عبد الـرحـمـن آل ثـانـي قائلا إن "مكافحة الإرهــاب بكافة صـوره وأشكاله أولوية بالنسبة لدولة قطر التي قدمت مساهمات كبيرة على الصعيدين الإقـلـيـمـي والــدولــي، وستظل قـطـر شريكا استراتيجيا للتحالف الدولي لهزيمة داعش"، ومـــن جــانــبــه غـــرد وزيــــر الـخـارجـيـة الأمـريـكـي على صفحته الرسمية في تويتر قائلا: "تشرفنا بلقاء نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بــن عـبـد الـرحـمـن فــي رومـــا ونـاقـشـنـا تعزيز الأمــن والاسـتـقـرار الإقليميين وبناء الدعم الدولي للجهود الإنسانية".